المصدر الأول لاخبار اليمن

خلافات مجلس الأمن تتعمق بعد العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

في ظل عجز الهيئة الدولية المكلفة بحفظ الأمن والسلم الدوليين في وقف المواجهات المحتدمة بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة من جهة وبين الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا وحلفاؤها من جهة أخرى ومخاوف اتساع نطاق المواجهات، الذي بات يخيم على الأجواء في المنطقة، خاصة بعد العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن خلال اليومين الماضيين.

هذا العدوان الذي وصفه الكثير من الساسة والمحليين الدوليين بالمتغطرس والسافر أحدث قلقاً كبيراً لدى العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، وأحدث شرخاً جديداً بين القوى النافذة في أروقة مجلس الأمن الدولي الذي بات مجلساً لتشريع الحروب والقتل وحماية مرتكبيها.

كالعادة لا تزال الولايات المتحدة ومن خلفها حلفاؤها الغربيين يستخدمون المجلس المخصص لحفظ السلم إلى أداة للحروب وللتغطية على الجرائم المرتكبة بحق شعوب العالم.

 

اليمن في مرمى العدوان

 

الحلفاء الغربيين هذه المرة ضربوا عرض الحائط  بكافة قرارات مجلس الأمن وشنوا عدوان جوي وبحري على مواقع عدة في اليمن الأمر الذي عمق من سخط القوى الرافضة لانتهاك القوانين والشرائع الدولية مقابل تحقيق أهداف عدوانية بحق شعوب وانتهاك سيادة الدول.

وجاء العدوان الأمريكي البريطاني الجديد على اليمن في ظل حالة اللاحرب والاسلم القائمة بين صنعاء والتحالف، والتي تمثلت بحالة هدوء في كافة الجبهات بعد عدوان على اليمن طوال تسع سنوات بدعم أمريكي وغربي.

وأثار الهجوم الأمريكي البريطاني الجديد على مواقع عدة في اليمن دون تفويض من مجلس الأمن الدولي إدانات واسعة داخل أروقة المجلس وعلى المستوى الرسمي لمعظم دول العالم.

وتابعت القوات الأمريكية والبريطانية لليوم الثاني على التوالي تنفيذ ضربات صاروخية من الجو والبحرضد مواقع في اليمن بشكل منفرد، حيث أكدت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية “سنتكوم” أن “الضربات الجديدة في اليمن استهدفت فجر اليوم السبت منشأة رادار يستخدمها أنصارالله”.

وسبق أن نشرت “سنتكوم” بالتزامن مع البيت الأبيض تصريحات صحفية أن “الهجمات العسكرية جاءت لتقليص خطر قوات صنعاء العسكرية والحد من قدراتها في شن هجمات ضد السفن في البحر الأحمر” حسب زعمها.

ونشرت وسائل إعلام يمنية وعربية، أن الطيران الأمريكي والبريطاني قام فجر السبت بشن غارات جديدة على قاعدة الديلمي في العاصمة صنعاء.

اجتماع صاخب

وفي أعقاب الهجوم العسكري على اليمن، طالبت روسيا بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، فجر السبت

 لبحث الهجمات العسكرية التي شنتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وبدعم من هولندا وأستراليا وكندا والبحرين على اليمن.

وفي الجلسة قال مساعد أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسة والسلام في الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ محمد خالد خيري إن “دوامة العنف التي نشهدها قد تتسبب بعواقب سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية خطيرة في اليمن بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام”.

عدوان مسلح سافر

وفي الجلسة وصف المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، “فاسيلي نيبينزيا”  الضربات الأمريكية والبريطانية في اليمن، بأنها “عدوان مسلح سافر”.

وأعرب “نيبينزيا” عن أسفه للغارات التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال المندوب الروسي: إن “هاتين الدولتين نفذتا ضربة كبرى على الأراضي اليمنية، متحدثا عن هجوم على شعب اليمن بأسره”.

وأشار إلى أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم من دول حليفة، مستخدمة فيها طائرات وبوارج وغواصات، مخالف للقوانين الدولية.

وأوضح أن حق الدفاع عن النفس لا يمكن ممارسته لضمان حرية الشحن والأمريكيون يعرفون ذلك جيدا

ودعا المجتمع الدولي “لإدانة القصف طالما لم يكن بتفويض من الأمم المتحدة”

وأكد أن أمريكا وحلفاؤها وسعوا رقعة الصراع ليشمل كامل المنطقة بعد الهجمات على اليمن.

وبدوره  قال المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة جيانغ جون: إن “الهجمات على اليمن لم تتوقف عند تدمير المنشآت بل أثارت مزيداً من التوتر في المنطقة”.

ولفت إلى أن آخر ما تحتاجه المنطقة هو المغامرات العسكرية المستهترة بدلاً عن الحوار والتشاور والتهدئة.

وأضاف جيانغ جون أنه “ما كان لأي دولة أن تسيء تفسير قرار مجلس الأمن ولا نرى كيف ستساهم تلك الهجمات في حل سياسي للأزمة اليمنية”.

مندوب الجزائر في الأمم المتحدة، معمر بن جامع، حذر من التدخل العسكري في المنطقة وتحديدا في اليمن لتأثير ذلك على جهود إقرار السلام هناك.

وقال: “لا يمكن تجاهل الرابط بين هجمات اليمن بالبحر الأحمر وما يحدث في غزة”.

وأضاف: لا يمكن للمجلس تجاهل مشاعر العالم العربي والإسلامي جراء القصف العشوائي على غزة.

قد يعجبك ايضا