رسائل نارية من صنعاء إلى واشنطن والاحتلال الإسرائيلي
السيد عبدالملك يوسّع معادلة الردع
السيد عبدالملك يوسّع معادلة الردع: رسائل نارية من صنعاء إلى واشنطن و الاحتلال الإسرائيلي
تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
في خطاب سياسي تحليلي حاد، اتّسم بالتصعيد الهادئ والرسائل المركبة، وضع السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ملامح مرحلة إقليمية جديدة للصراع مع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، تتقاطع فيها المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية في مسار مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة و الاحتلال الإسرائيلي، عنوانها: الردع بالدم والصبر الاستراتيجي.
يأتي ذلك في ظل استمرار الضربات اليمنية على مواقع قوات الاحتلال في فلسطين المحتلة، وتخبط الإدارة الأمريكية في احتواء الهجمات، وسقوط إحدى طائراتها F-18 في مؤشر على تراجع قدرتها على الردع.
كلمة السيد عبدالملك الحوثي الأخيرة لم تكن مجرّد تعليق على العدوان الصهيوني في غزة، بل جاءت كموقف سياسي وأمني يتجاوز الجغرافيا ليخاطب كل محور المواجهة، من بحر العرب إلى البحر الأحمر، ومن بيت لاهيا إلى يافا المحتلة “تل أبيب”.
غزة تصنع المفاجأة.. وصنعاء تدعم بالضربات
وأشاد السيد الحوثي بالعمليات النوعية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وخصوصًا كتائب عزالدين القسام، التي وصف عملياتها الأخيرة بأنها “ضربة لهيبة العدو واستراتيجية رئيس أركانه”.. غير أن الأهم في هذا السياق هو الربط بين ما يجري في الميدان الفلسطيني، وما تقوم به قوات صنعاء من عمليات مباشرة ضد الاحتلال في فلسطين المحتلة.
فالهجوم الذي أعلنت عنه قوات صنعاء مؤخرًا واستهدف يافا المحتلة “تل أبيب” وعسقلان بطائرات مسيّرة من نوع “يافا”، لم يكن منفصلاً عن مضمون الخطاب، بل جاء كترجمة عملية لتعهّد السيد عبدالملك الحوثي بأن “الشعب اليمني مستمر في نصرة غزة مهما كانت التضحيات”.
هذه الهجمات تأتي ضمن سلسلة عمليات من البحر الأحمر وحتى قلب الأراضي المحتلة، لتؤكد أن المعركة اليوم أصبحت متعددة الجبهات، وأن اليمن بات طرفًا فاعلًا في معادلة الإقليم، لا مجرد داعم إعلامي أو معنوي.
تخبط أمريكي وسقوط رمزي للهيمنة
من أبرز المؤشرات على فعالية الضغط الإقليمي الجديد هو التخبط الأمريكي المتزايد، والذي بدا واضحًا من خلال التحركات الفوضوية في البحر الأحمر واستهدف الأعيان المدنية والمقابر، وصولًا إلى ما كشفته مصادر أمريكية عن سقوط طائرة مقاتلة من طراز F-18، إحدى أبرز رموز التفوق الجوي الأمريكي.
هذا السقوط، الذي يأتي في سياق حملة فاشلة لحماية الملاحة الإسرائيلية واحتواء الهجمات، يعبّر – برمزتيه – عن انكشاف التفوق الأمريكي وفشل استراتيجية الردع البحري.
وهو ما أشار إليه السيد عبدالملك الحوثي عندما وصف حالة حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” بأنها “في حالة ارتباك كبير، تعتمد على تكتيك أقرب إلى الهروب والمناورة “.
خارطة تهديد ووعي
كلمة السيد عبدالملك حملت 3 رسائل محورية:
-
أن التهديد الإسرائيلي لا يمكن مواجهته إلا بمنطق القوة والمبادرة، لا الاستجداء السياسي والبيانات الخجولة من الأنظمة الرسمية.
-
أن أمريكا شريك مباشر في جرائم غزة، ليس فقط من خلال الدعم العسكري والسياسي، بل باستخدامها للتجويع كأداة حرب، مثلما فعلت في ميناء رأس عيسى بالحديدة، حيث ارتكبت جريمة راح ضحيتها 92 شهيدًا من العمال والمسعفين.
-
أن محور المقاومة يملك زمام المبادرة على الأرض، من لبنان إلى اليمن، وأن يافا المحتلة “تل أبيب” لم تعد بمأمن من أي جبهة.
في تحذير واضح قال السيد عبدالملك : “لو لا المقاومة في لبنان، لاجتاح العدو الإسرائيلي هذا البلد منذ زمن”، مضيفًا أن “ضعف الموقف الرسمي اللبناني يجعل من المقاومة الضامن الوحيد لسيادة البلاد”.
المرحلة الأخطر: التهويد والمجاعات
توقف السيد عبدالملك الحوثي مطولًا عند مشروع “مصعد البراق”، معتبرًا أنه مؤشرًا على تصعيد الاحتلال لمحاولات التهويد، وسط صمت عربي وإسلامي وعالمي مطبق، بينما يتعرض أكثر من مليوني فلسطيني في غزة لشبح المجاعة.
وقال: “أن تتحول الأمة إلى أداة طيعة بيد العدو في تنفيذ مخططاته هو أسوأ من الهزيمة العسكرية”، في إشارة إلى التعاون المكشوف لبعض الأنظمة العربية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا.
المقاومة ترسم قواعد الاشتباك