المصدر الأول لاخبار اليمن

الإعلام العبري يقر بالفشل.. صنعاء تتجاوز قدرات الردع الأمريكي “الإسرائيلي”

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

 

في اعتراف نادر يعكس عمق الأزمة التي تواجهها الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع هجمات اليمن المتصاعدة، كشفت القناة الـ13 العبرية، أمس السبت، عن فشل متواصل في كبح جماح الضربات التي تنفذها قوات صنعاء باتجاه البحر الأحمر وفلسطين المحتلة، رغم مرور أكثر من شهر ونصف من تصعيد الغارات الأمريكية المكثفة ضد اليمن.

وأكدت القناة أن حركة أنصار الله اليمنية تواصل إطلاق الصواريخ بمعدل يقارب صاروخًا كل يومين، في مؤشر واضح على استمرار قدرتهم الهجومية رغم الضغوط العسكرية الأمريكية والبريطانية.

ولفتت إلى أن الأميركيين أبلغوا نظراءهم “الإسرائيليين” أن جماعة أنصار الله “تمتلك عقلية مختلفة عن التفكير العربي والغربي، وهم مستعدون لدفع الثمن في سبيل تحقيق أهدافهم”، وهو ما يشكل تحديًا استثنائيًا لعقيدة الردع التقليدية.

فشل العمليات الأمريكية.. وقلق إسرائيلي متصاعد

ورغم الضربات الجوية المتواصلة التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية منذ يناير الماضي، فإن الاعتراف “الإسرائيلي” يكشف غياب نتائج ملموسة على الأرض، وسط تزايد المؤشرات بأن الولايات المتحدة غير قادرة على “التخلص من المشكلة المزمنة المسماة الحوثيين”، بحسب تعبير القناة العبرية.

وأشار تقرير القناة العبرية إلى أن صنعاء تحافظ على ترسانتها بعناية، وتستمر في تطوير قدراتها، رغم الصعوبات التي تواجهها في تصنيع صواريخ أرض-أرض، ما يعزز من قدرتها على الاستمرار في معركة استنزاف طويلة المدى.

مرحلة جديدة من الضربات الفاعلة

وفي ظل عجز المنظومات الأمريكية والبريطانية و”الإسرائيلية” عن وقف هذا المسار، تحذر أوساط “إسرائيلية” من أن الاحتلال الإسرائيلي “قد يكون أمام مرحلة جديدة من الضربات النوعية الفاعلة”، حيث تصبح الهجمات القادمة أكثر دقة وإيلامًا، في وقت لم تعد حكومة الاحتلال قادرة على تجاهل التصعيد اليمني أو التقليل من تأثيره.

ويرى مراقبون أن صنعاء، التي نجحت في إيصال رسائلها الصاروخية إلى شمال فلسطين المحتلة، لم تعد كما كانت قبل هذه العمليات، لا في نظر المؤسسة الأمنية “الإسرائيلية”، ولا في حسابات واشنطن ولندن.. وباتت الجغرافيا البعيدة لليمن لا تمنعها من التأثير المباشر في موازين الردع الإقليمي.

رسائل ضعف في الداخل الصهيوني

ويكتسب هذا التصعيد أبعادًا رمزية وعسكرية مزدوجة، إذ يُظهر عجز كيان الاحتلال الإسرائيلي عن ردع جهة جغرافية بعيدة كالتي تمثلها اليمن، ما يرسل إشارات ضعف خطيرة إلى الداخل الصهيوني، ويمنح خصوم كيان الاحتلال الإقليميين دافعًا أكبر لتوسيع دائرة المواجهة.

ومع صعوبة استهداف اليمن مباشرة دون تعقيد المشهد الإقليمي أكثر مما هو عليه، وغياب إمكانية التفاوض مع قيادة صنعاء، يجد كيان الاحتلال نفسه في مواجهة جبهة جديدة، صلبة ومبادرة، يصعب كسرها أو احتواؤها.

قد يعجبك ايضا