المصدر الأول لاخبار اليمن

مع ارتفاع نسب تشوه الأجنة.. طفلة ولدت بلا دماغ في غزة (فيديو)

متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

 

في واحدة من أبشع صور تشوه الأجنة، صُدمت الطواقم الطبية في مستشفى العودة شمال قطاع غزة بولادة الطفلة ملك أحمد القانوع، التي جاءت إلى الحياة بلا دماغ، في حالة طبية مأساوية تكشف وجهًا جديدًا من وجوه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

وظهرت الطفلة التي لم يتجاوز عمرها يومين في مقطع فيديو، حيث بدت برأس ينتهي عند ما فوق العينين فقط، في مشهد صادم للعيون والعقول، أعاد إلى الأذهان ما حدث في العراق عقب الغزو الأمريكي، حين ارتفعت معدلات التشوهات الخلقية بسبب الأسلحة المشعة.

 

تشوه خلقي

الطفلة ملك ليست حالة فردية، بل واحدة من عشرات الحالات التي تشهدها مستشفيات القطاع المحاصر، وسط تزايد مرعب في معدلات التشوه الخلقي بين المواليد.

وبحسب الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، فقد ولد في القطاع خلال 18 شهرًا فقط أكثر من 55 ألف طفل، سجّلت بينهم 144 حالة تشوه خلقي، أبرزها حالة الطفلة ملك.

 

 

 

أسلحة محرّمة دوليًا

وأوضح البرش في تصريحاته لقناة “الجزيرة مباشر” أن هذه الحالات ترتبط مباشرة باستخدام الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة محرّمة دوليًا، قائلا “قطاع غزة تعرض لأكثر من 85 ألف طن من المتفجرات، ما يعادل ست قنابل نووية من تلك التي أسقطت على هيروشيما. هذه الكمية المرعبة تترك أثرا كارثيا على صحة الأمهات والأجنة في بطونهن”.

وأشار البرش إلى تشابه ما يحدث في غزة اليوم مع ما جرى في العراق بعد الغزو الأميركي، حين سُجلت موجة ارتفاع غير مسبوقة في معدلات التشوهات الخلقية بفعل التلوث والإشعاع.

ودعا البرش إلى تشكيل لجان تحقيق دولية للكشف عن طبيعة الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال، متهمًا إسرائيل بارتكاب “جريمة قتل غير مباشر” بحق النساء الحوامل وأطفالهن عبر تدمير القطاع الصحي ومنع الرعاية الصحية.

 

سموم الحرب

وفي شهادة مؤلمة، روت أم عمر القانوع -جدة الطفلة ملك- معاناة العائلة التي دمّر منزلها، واضطرت للعيش في خيمة بعد نزوح قسري متكرر “ما حصل لحفيدتي بسبب سموم الحرب وصواريخ الاحتلال. لم يظهر شيء في البداية، لكن بعد التهجير واستنشاق الغازات السامة تغيّر كل شيء. انظروا لحال هذه الطفلة، إنها لا تملك حتى الحق بالحياة، وتعيش الآن في خيمة لا تقي من برد ولا من ألم”.

 

شهد قطاع غزة خلال شهور الحرب الإسرائيلية المستمرة عليه منذ 7 أكتوبر 2023، زيادة ملحوظة في أعداد الأطفال المصابين بتشوهات خلقية، وفقا لإحصائية رسمية لوزارة الصحة بغزة ، وإفادات طبية.

الإحصائية الرسمية، اكدت تسجيل 172 إصابة لأطفال حديثي الولادة بتشوهات واضطرابات خلقية خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس 2024 في مجمع ناصر الطبي وحده، توفي 20% منهم، إضافة إلى زيادة ملحوظة لهذه الإصابات بشمالي قطاع غزة، وعدم وجود أرقام دقيقة بسبب تدمير مستشفى الشفاء وانهيار المنظومة الصحية والإدارية هناك، وتوزع الحالات على العيادات الخاصة.

رئيس قسم الحضانة داخل مستشفى التحرير للنساء والولادة بمجمع ناصر الطبي الطبيب، حاتم ظهير، أكد وجود زيادة طردية في عدد الأطفال حديثي الولادة المصابين بالتشوهات الخلقية خاصة أمراض القلب والأعضاء التناسلية والأطراف السفلية، بحسب تحقيق أجرته “الجزيرة”.

وكان رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، أكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أسقط على قطاع غزة 70 ألف طن من المتفجرات منذ السابع من أكتوبر 2023.

وقال عبده، في تصريحات صحفية “قد يكون هناك ارتباط بزيادة عدد حالات التشوهات الخلقية للأطفال الحديثي الولادة بقطاع غزة، والقنابل التي ألقاها الاحتلال على القطاع، ولكن ذلك يحتاج إلى مختصين لإثباته، ويعمل الاحتلال على منعهم من الدخول للقطاع”.

وأشارت مصادر طبية اخرى، إلى أن التشوهات الخلقية تصاعدت بشكل ملحوظ منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023، موضحة أن استنشاق الغازات السامة والإشعاعات الناتجة عن القصف سبب رئيسي في إحداث تلك التشوهات.

وأكد مواطنون في غزة أنهم لاحظوا تغيرا في أصوات الانفجارات، ما يعزز من احتمالات استخدام الاحتلال لأسلحة جديدة وتجريبية، يعتقد أنها تترك آثارا بيولوجية مباشرة على الحوامل والأجنة.

وسبق أن أطلقت منظمة هيومن رايتس ووتش، في 28 يناير الماضي، تحذيرات من الخطر الداهم الذي يواجه النساء الحوامل في غزة، نتيجة انهيار النظام الصحي بفعل الحصار والقصف، مما يهدد فرص الحصول على رعاية صحية في أثناء الحمل والولادة.

ونقلت المنظمة عن خبراء أن معدل الإجهاض التلقائي ارتفع بنسبة 300% منذ السابع من أكتوبر 2023، نتيجة الإجهاد الجسدي والنفسي والتلوث، بالإضافة إلى تعرض الحوامل للغازات السامة.

وفي السياق نفسه، قال الطبيب الأردني بلال العزام، وهو جراح أطفال شارك في وفد طبي أميركي أوروبي زار غزة مطلع عام 2024، إن الفرق الطبية تعاملت مع حالات تشوهات خلقية مروعة لم تشهدها سابقا، بعضها كان يصل للمستشفيات في مراحل حرجة للغاية.

من جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن الأطفال في غزة يواجهون خطر الموت المتزايد بسبب الجوع والأمراض وسوء التغذية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات.

قد يعجبك ايضا