متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
في واحدة من أبشع صور تشوه الأجنة، صُدمت الطواقم الطبية في مستشفى العودة شمال قطاع غزة بولادة الطفلة ملك أحمد القانوع، التي جاءت إلى الحياة بلا دماغ، في حالة طبية مأساوية تكشف وجهًا جديدًا من وجوه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وظهرت الطفلة التي لم يتجاوز عمرها يومين في مقطع فيديو، حيث بدت برأس ينتهي عند ما فوق العينين فقط، في مشهد صادم للعيون والعقول، أعاد إلى الأذهان ما حدث في العراق عقب الغزو الأمريكي، حين ارتفعت معدلات التشوهات الخلقية بسبب الأسلحة المشعة.
تشوه خلقي
الطفلة ملك ليست حالة فردية، بل واحدة من عشرات الحالات التي تشهدها مستشفيات القطاع المحاصر، وسط تزايد مرعب في معدلات التشوه الخلقي بين المواليد.
وبحسب الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، فقد ولد في القطاع خلال 18 شهرًا فقط أكثر من 55 ألف طفل، سجّلت بينهم 144 حالة تشوه خلقي، أبرزها حالة الطفلة ملك.
#شاهد | الطفلة ملك أحمد القانوع ولدت قبل يومين مشوهة بلا دماغ في مستشفى العودة شمال غزة؛ في واحدة من الحالات الصادمة لتشوهات الأجنة الناتجة عن قصف الاحتلال.. pic.twitter.com/BxpRGC0YlG
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 2, 2025
أسلحة محرّمة دوليًا
وأوضح البرش في تصريحاته لقناة “الجزيرة مباشر” أن هذه الحالات ترتبط مباشرة باستخدام الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة محرّمة دوليًا، قائلا “قطاع غزة تعرض لأكثر من 85 ألف طن من المتفجرات، ما يعادل ست قنابل نووية من تلك التي أسقطت على هيروشيما. هذه الكمية المرعبة تترك أثرا كارثيا على صحة الأمهات والأجنة في بطونهن”.
وأشار البرش إلى تشابه ما يحدث في غزة اليوم مع ما جرى في العراق بعد الغزو الأميركي، حين سُجلت موجة ارتفاع غير مسبوقة في معدلات التشوهات الخلقية بفعل التلوث والإشعاع.
ودعا البرش إلى تشكيل لجان تحقيق دولية للكشف عن طبيعة الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال، متهمًا إسرائيل بارتكاب “جريمة قتل غير مباشر” بحق النساء الحوامل وأطفالهن عبر تدمير القطاع الصحي ومنع الرعاية الصحية.
سموم الحرب
وفي شهادة مؤلمة، روت أم عمر القانوع -جدة الطفلة ملك- معاناة العائلة التي دمّر منزلها، واضطرت للعيش في خيمة بعد نزوح قسري متكرر “ما حصل لحفيدتي بسبب سموم الحرب وصواريخ الاحتلال. لم يظهر شيء في البداية، لكن بعد التهجير واستنشاق الغازات السامة تغيّر كل شيء. انظروا لحال هذه الطفلة، إنها لا تملك حتى الحق بالحياة، وتعيش الآن في خيمة لا تقي من برد ولا من ألم”.