تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
تتجدد المخاوف من تصاعد العنف الطائفي في سوريا، في ظل استمرار الانفلات الأمني وغياب سلطة موحدة تفرض سيطرتها على البلاد.. حيث شهدت الأيام الأخيرة جرائم قتل واعتقال طالت أبناء الطائفة العلوية في محافظات عدّة، وسط اتهامات لفصائل مسلحة بممارسة سلوكيات انتقامية ذات طابع طائفي.
5 جرائم قتل و4 اعتقالات في يوم واحد
وأفادت وسائل إعلام سورية محلية بمقتل 5 أشخاص، بينهم امرأة، جميعهم من أبناء الطائفة العلوية، في كل من ريف دمشق، درعا، حلب، واللاذقية، بالإضافة إلى اعتقال 4 آخرين في ظروف غامضة.
وفي منطقة الزبداني بريف دمشق، تم العثور على جثتين لشابين عليهما آثار عيارات نارية، بالقرب من الحدود اللبنانية. في حين قتل شاب من أبناء قرية الميدان بريف اللاذقية الشمالي إثر إطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية.
أما في الجنوب السوري، فقد عُثر على جثة سيدة مقتولة بطلق ناري شمال بلدة الفقيع في محافظة درعا، في جريمة لا تزال ظروفها مجهولة، بينما قُتل شخص متهم بالتعامل مع النظام السابق في حي الأنصاري بمدينة حلب، على يد مجهولين.
اقتحامات واعتقالات تعسفية في الساحل السوري
وفي تطور لافت، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجموعة مسلحة تابعة لما يُعرف بـ”قوات الحكومة الانتقالية” اقتحمت قرية حريصون بريف بانياس الساحلي التي يسكنها العلويين، واعتدت على رجل مسنّ قبل أن تعتقل 2 من أبنائه.
كما أقدمت مجموعة أخرى على اعتقال شابين من حي الدعتور في مدينة اللاذقية، دون الكشف عن أسباب التوقيف أو مصير المعتقلين حتى اللحظة.
تصاعد النزعة الانتقامية
وتأتي هذه الحوادث في سياق أوسع من أعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ انهيار النظام السابق، إذ ارتفعت وتيرة الاغتيالات والاعتقالات التي تحمل طابعًا سياسيًا وطائفيًا، في ظل تصاعد سطوة الفصائل المسلحة التابعة للسلطة الجديدة، والتي تُتهم بتنفيذ عمليات تصفية منظمة ضد أفراد ينتمون لطوائف أو تيارات سياسية بعينها.
ويحذر مراقبون من أن هذه الممارسات قد تعيد إنتاج الانقسامات الطائفية التي مزّقت النسيج الاجتماعي السوري خلال سنوات الحرب، خاصة في ظل غياب مساءلة قانونية أو رقابة دولية فعلية على الأرض.
مئات القتلى ضحايا الفوضى
وبحسب توثيق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بلغ عدد ضحايا السلوكيات الانتقامية وحالات التصفية في مختلف المحافظات السورية منذ مطلع عام 2025 نحو 646 شخصًا، بينهم 617 رجلاً، و20 امرأة، و9 أطفال، في مؤشر على استمرار الانفلات الأمني وتصاعد الفوضى المسلحة.
الطائفية شبح لا يغادر المشهد السوري