السيد عبدالملك الحوثي يستحضر ذكرى النكبة الفلسطينية بجملة من الدروس المهمة
جدد التأكيد على المضي في عمليات اليمن العسكرية إسنادا لغزة.. السيد عبدالملك الحوثي يستحضر ذكرى النكبة الفلسطينية بجملة من الدروس المهمة
صنعاء/وكالة الصحافة اليمنية//
بالتزامن مع الذكرى السابعة والسبعين لنكبة فلسطين وقيام كيان الاحتلال الصهيوني على أنقاض وطن مسلوب، جاءت كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، اليوم الخميس، لتؤكد أن “نكبة فلسطين لم تكن لحظة عابرة، بل جرحًا مستمرًا، لن يندمل إلا بزوال الكيان الغاصب.
وقال السيد عبدالملك الحوثي في خطاب القاه اليوم الخميس، أن من أهم الدروس التي يمكن الاستفادة منها في ذكرى النكبة الفلسطينية، هو عدم تغيير العدو الإسرائيلي لسلوكه الإجرامي واستمراره بارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، بما يؤكد استحالة التعايش مع العدو الإسرائيلي.
وأضاف السيد عبدالملك الحوثي، أن مواصلة الدعم الغربي، للعدو الإسرائيلي، يمثل واحدا من الدروس التي ينبغي الاستفادة منها في ذكرى النكبة؛ لمعرفة حقيقة مواقف الدول الغربية واستهتارها بشعوب الأمة والأنظمة العربية والإسلامية.
وأشار السيد عبدالملك الحوثي إلى ان ذكرى النكبة تمثل فرصة لاعادة النظر في حالة تخاذل الأنظمة العربية واستمرارها في انتهاج سياسة الاسترضاء، وتقديم التنازلات للعدو الإسرائيلي، والتي تقابل بكل ازدراء من قبل العدو الصهيوني، منذ حالة التخاذل التي انتهجتها الأنظمة العربية على مدى 77 عاما من ذكرى النكبة الفلسطينية.
وأوضح السيد عبدالملك الحوثي، أن صمود الشعب الفلسطيني، رغم كل ما يتعرض له من أشكال الحرب الصلبة والناعمة، يمثل حافزا للأنظمة العربية والشعوب العربية والإسلامية لمواجهة العدوالإسرائيلي،بما لايترك عذرا لأحد.
“نكبة ممتدة”… والخذلان لا يزال قائماً
ورسم السيد عبدالملك الحوثي في كلمته صورة عميقة للنكبة، قائلًا إن المأساة الفلسطينية لم تبدأ مع الثورة الإسلامية الإيرانية، بل هي “جريمة ممتدة” سبقت كل التغيرات السياسية في المنطقة، مضيفًا أن ما جرى عام 1948 ليس مجرد احتلال أرض، بل بداية مشروع إبادة وتطهير عرقي مستمر بحق الفلسطينيين والعرب عمومًا.
وانتقد بشدة محاولات بعض الأنظمة تصوير الدعم لفلسطين على أنه “خدمة لإيران”، مؤكدًا أن “هذا توصيف أمريكي إسرائيلي هدفه تشويه الوعي وتبرير الخيانة، وليس له علاقة لا بالعقيدة ولا بالواقع”.
خيانة التطبيع والارتهان للأمريكي
من جهة أخرى، حمّل السيد عبدالملك الحوثي الأنظمة العربية المتورطة في مسار التطبيع مسؤولية تاريخية وأخلاقية، قائلًا إن “ما يقدمونه من أموال وولاء للأمريكي يتم تسليمه للإسرائيلي بسخاء، على حساب مصالح الأمة”.
وأضاف أن السياسة الأمريكية تقوم على الابتزاز والاستغلال المزدوج: “مرة بأخذ المال، ومرة بتوظيف الأنظمة العميلة لخدمة مشروعه في المنطقة”، مشددًا على أن “الاحتقار الأمريكي والإسرائيلي للعرب لن يتغير بسياسة الاسترضاء، بل بالمقاومة الفعلية”.
إشادة بمجاهدي غزة ولبنان
وأشاد السيد عبدالملك الحوثي بالبطولات التي يخوضها المجاهدون في غزة ولبنان، وقال إنهم “أعاقوا العدو الإسرائيلي عن تكرار نكبة 1948 بحق شعوب المنطقة”، مؤكدًا أن “مجاهدي حزب الله بطردهم العدو من جنوب لبنان ألحقوا به هزائم كبرى لا تزال تتردد أصداؤها”.
كما أثنى على العمليات النوعية التي تنفذها كتائب القسام وسرايا القدس، خاصة “كمائن الموت شرق رفح” والرشقات الصاروخية نحو مغتصبات غلاف غزة، والتي وصفها بأنها “رسائل واضحة على فشل العدو المتجدد في عدوانه”.
تحية إلى المجاهدين في غزة
وبعث السيد عبدالملك الحوثي برسالة تحية وتضامن إلى المقاومة الفلسطينية قائلاً: “نبلغكم عن أنفسنا، وعن شعبنا، وعن رفاق دربكم في القوات المسلحة اليمنية، كثير السلام، ونسأل الله أن يمدكم بالنصر والتأييد”.
جاء ذلك رداً على العملية العسكرية التي قدمتها سرايا القدس هدية لموقف اليمن وشعبه المقاوم والمساند لمظلومية الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة.
تحذير من التواطؤ العربي وتجميل العدوان
وانتقد السيد عبدالملك الحوثي بعض الأصوات في سوريا والعالم العربي التي تصف العدوان الإسرائيلي على سوريا بأنه “تدخل”، معتبرًا أن هذا “تلطيف مخزٍ للجرائم”، قائلاً: “لا فرق بين جرائم الاحتلال في غزة واعتداءاته المتكررة على سوريا”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس سياسة “الابتزاز والاحتقار” تجاه الأنظمة العربية، وتوظفها في خدمة المصالح الإسرائيلية، مؤكدًا أن “النهج الأمريكي الإسرائيلي قائم على الإذلال، لا على الحماية، والاسترضاء لن يغير هذه الحقيقة”.
اليمن يواصل إسناده لغزة بعمليات نوعية
وأعلن السيد عبدالملك الحوثي عن تنفيذ 9 عمليات عسكرية خلال الأسبوع الماضي، استهدفت مطار اللد “بن غوريون” وعددًا من الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي، باستخدام صواريخ باليستية وفرط صوتية وطائرات مسيّرة، موضحًا أن هذه العمليات تهدف إلى “فرض حظر جوي فعلي على الكيان الصهيوني”.
وأشار إلى أن تعليق عشرات شركات الطيران لرحلاتها إلى مطار “بن غوريون” هو “نجاح كبير في الضغط الاقتصادي والمعنوي على العدو”.
كما جدد التأكيد على أن الملاحة “الإسرائيلية” عبر البحر الأحمر وخليج عدن لا تزال محظورة، مضيفًا أن هذا الموقف “ثابت ولم يتراجع، وسيستمر دعماً لغزة”.
الفشل لا يغطيه التهريج
وفي سياق متصل، سخر السيد عبدالملك الحوثي من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً: “يحاول ترامب تغطية فشله السياسي والعسكري بالتهريج، لكنه حتى في ذلك يفشل”.
وأشار إلى أن هناك إجماعًا حتى في الأوساط الصهيونية على فشل العدوان الأمريكي على اليمن، معتبرًا أن “الواقع الميداني والسياسي لا يمكن تغطيته بالخطابات الفارغة”.