غزة /وكالة الصحافة اليمنية//
الميلاد تحت الحصار
وُلدت جنان في أحد أحياء غزة المحاصرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بينما كانت الحرب تهلك الحرث والنسل، لم تكن والدتها آية تتخيل أنها ستفقد طفلتها الأولى التي أتت بعد سنوات من الانتظار، ولا أنها ستشهد رحيلها قبل أن تنطق بكلمة واحدة.
كانت جنان هزيلة منذ ولادتها، فالحصار الطويل وحظر إدخال الغذاء والدواء جعل حتى حليب الأطفال رفاهية. حاولت آية إرضاعها، لكن سوء التغذية الذي عانت منه بسبب نقص الطعام جعل حليبها غير كافٍ. بينما الحليب ممنوع من الدخول إلى غزة.
وتقول والدتها ” جنان كانت تعيش بالأيام على المحاليل الطبية بدون أن تتناول قطرة من الحليب، وذلك بسبب فقدان الحليب الخاص بها، وحالتها متدهورة بشكل كبير، والتحاليل الطبية الخاصة بها كانت سيئة للغاية”.
وتابعت “الحليب المتوفر في غزة لم يكن مناسبا لها، وعانت من الكثير من الأمراض بسبب سوء التغذية، وكانت تعاني من الإسهال المزمن وتعيش على الأكسجين فقط. وضعها كان سيئا للغاية”.
وأردفت “جنان كانت ضحوكة ووردة مفتحة انطفت وذبلت وقطعت من جذعها. كنت أشعر أنها تطالبني بإنقاذها من التعب والمرض الذي تعاني منه، لكنني لم أكن أقدم لها شيئًا وأشعر أن الكثير ينقصني بعد فقدانها”.
ولفتت إلى أنها حصلت لطفلتها على تحويلة طبية للعلاج بالخارج قبل وفاتها بأيام، وخصوصا مع التدهور الحاد في حالتها الصحية، لكن إغلاق الاحتلال للمعابر كان سببًا في عدم سفرها للخارج ووفاتها في نهاية الأمر.
وأكملت “جنان استشهدت بسبب إغلاق المعابر والجوع والمجاعة التي نحن فيها، ولم أكن أجد ما آكله من طعام لأقدم لها الحليب الطبيعي، وكانت تبكي كثيرًا من الجوع، والوجع الذي تشعر به”
الصرخة التي لم يسمعها أحد
أيام جنان القليلة على الأرض كانت جحيماً، كانت تبكي بصوت خافت، كأنها تعرف أن لا أحد سيأتي، نحل جسدها الصغير من الجوع، وعيناها الزرقاوتان كانتا تنظران إلى أمها بسؤال مؤلم: “لماذا لا تستطيعين إطعامي؟”.