المصدر الأول لاخبار اليمن

السعودية والإمارات… كيف تصنعان الفتنة عملياً في اليمن ؟

خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

 

منذ بدء العدوان على اليمن في العام 2015 ، بزر الدور السعودي الاماراتي واضحاً في إذكاء وتغذية الفتنة في اليمن وأحدث مثال على ذلك ما بثته قناة العربية المملوكة للرياض من فيلم بعنوان “علي عبد الله صالح… المعركة الأخيرة” ، والذي لم يكن مجرد عمل وثائقي، بل محاولة لإعادة صياغة رواية أحداث ديسمبر 2017 بما يخدم أجندة الفتنة، إذ قدّم  الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح بصورة المظلوم الذي قتل وهو يدافع عن نفسه، متجاهلًا السياقات التي قادت إلى تلك المواجهة، ومُغفلاً حجم التآمر الذي صاحبها ، والأخطر أن توقيت بث الفيلم جاء قبل أيام من الـ 24  من أغسطس، الذكرى السنوية لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، وهي المناسبة التي دأب الموالون لأسرة صالح على استغلالها لإحياء الخطاب الانقسامي والفتنوي ، وهو ما يعني  إن اختيار هذا التوقيت من قناة العربية السعودية لبث الفيلم لا يمكن اعتباره صدفة، بل هو دليل على أن الرياض تدير معركة إعلامية تستهدف تمزيق الصف الداخلي، وتحويل ذكرى حزبية إلى مناسبة لإشعال الفتنة وإثارة الفوضى .

 

في هذا السياق تسلك الامارات طريقاً مختلفًا لكنه يلتقي مع السعودية في الهدف ذاته ، أبوظبي احتضنت أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس الأسبق، وحافظت عليه كورقة سياسية يمكن تحريكها متى ما دعت الحاجة، ويبدوا واضحاً أن ثمة دفعًا أمريكيًا لإعادة تدويره سياسيًا، باعتباره الورقة قادرة على إعادة اليمن إلى مربع الفتنة، وإحياء فتنة ديسمبر بوجه جديد .

 

إن مشهد الفتنة الذي يُصنع اليوم يتوزع بين ثلاثة محاور: أولها الإعلام السعودي الذي يستحضر صالح كشخصية مظلومية لإثارة الحنين والانقسام؛ وثانيها الإمارات التي تدفع بورقة أحمد علي إلى الواجهة لإعادة إنتاج زعامات فاقدة للشرعية الشعبية؛ وثالثها استغلال ذكرى 24 أغسطس كمنصة لإطلاق خطاب فتنوي يستهدف صنعاء وإضعاف موقفها الداعم لغزة ، والجامع بين هذه المحاور واشنطن التي تبارك وتدفع بكل قوة وراء تنفيذ هذا المخطط ، بعد فشلها عسكرياً في اليمن .

 

الهدف النهائي لهذا المشروع الامريكي -السعودي-الإماراتي هو إغراق اليمن في الفتنة الداخلية ، وبما يجعله غير قادر على توجيه طاقاته نحو معركة الأمة الكبرى المتمثلة في مواجهة المشروع الصهيوني  .

 

والخلاصة ، إن ما يجري ليس سلسلة من الصدف أو تحركات معزولة، بل هو إستراتيجية متكاملة تُدار بدعم أمريكي ،وبتنسيق سعودي–إماراتي–هدفها إغراق اليمن في الفتنة، ، وإضعاف موقفه الصلب في نصرة فلسطين ومقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة ، و أهم ما يواجه هذا المخطط هو وعي الشعب اليمني وإصراره على التماسك، وإفشال كل محاولات إعادة تدوير أدوات الماضي لإحياء صراعات تجاوزها الزمن .

قد يعجبك ايضا