المصدر الأول لاخبار اليمن

كارثة بيئية تهدد الكوكب.. إسرائيل تحرق غزة والمناخ ببصمة كربونية تفوق 100 دولة

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

 

في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو تكثيف جهوده لمواجهة الكارثة المناخية، تكشف دراسة بحثية جديدة نتائج صادمة، تُظهر أن جرائم حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، لا تقتصر فقط على استهداف الإنسان والبنية التحتية، بل يمتد تأثيرها إلى المناخ العالمي، حيث بات يشكل تهديداً بيئياً بحجم دول بأكملها.

انبعاثات تعادل ما تُنتجه 100 دولة

بحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، فإن البصمة الكربونية للأشهر الـ15 الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة تفوق الانبعاثات السنوية المسببة للاحتباس الحراري في أكثر من 100 دولة.

وتقدّر الدراسة أن الانبعاثات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي ستتجاوز 31 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي كمية تفوق الانبعاثات السنوية لدول مثل كوستاريكا وإستونيا.

الحرب الإسرائيلية تسرع الكارثة البيئية

تُعد هذه النتائج مؤشراً خطيراً على أن الحرب، إلى جانب كونها كارثة إنسانية، أصبحت كذلك محركاً إضافياً للأزمة المناخية العالمية.

 فالتدمير الواسع للبنية التحتية، خصوصاً في قطاع غزة كان يعتمد بنسبة تصل إلى 25% على الطاقة الشمسية، أدى إلى اعتماد شبه كامل على مولدات الديزل، ما أسهم في إطلاق نحو 130 ألف طن من الغازات الدفيئة – أي ما يعادل 7% من إجمالي الانبعاثات الناتجة عن الحرب.

من السلاح إلى السماء: كيف يحدث التلوث؟

وتشير الدراسة إلى أن 99% من انبعاثات نحو 1.89 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون تعود إلى الغارات الجوية والغزو البري اللذين شنّتهما “إسرائيل” منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى يناير 2025.

ويُعزى 30% من هذه الانبعاثات إلى شحن الولايات المتحدة أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والإمدادات العسكرية، معظمها على متن طائرات وسفن ضخمة. أما 20% الأخرى فتنتج عن الاستطلاع والقصف الجوي والدبابات، إضافةً إلى عمليات تصنيع وتفجير الأسلحة الثقيلة.

أثر يتجاوز غزة

لا تقتصر التكلفة المناخية على قطاع غزة وحده، إذ تشمل الدراسة الأعمال العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان واليمن وإيران، والتي قد تصل انبعاثاتها إلى ما يعادل تشغيل 84 محطة طاقة تعمل بالغاز لمدة عام، أو شحن 2.6 مليار هاتف ذكي – وهي أرقام تعكس مدى العسكرة المرتبطة بتلوث المناخ.

ويرى مراقبون أنه في ظل التحذيرات الأممية من تجاوز نقطة اللاعودة في أزمة المناخ، تُشكّل الحرب الإسرائيلية على غزة نموذجًا مأساويًا يفاقم الطوارئ المناخية العالمية.

فالحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على غزة، بحسب هذه الدراسة، لم تعد مجرد أحداث مدمرة محليًا، بل بات لها بُعد بيئي عابر للحدود، يتطلب مقاربة دولية جديدة تربط بين العدالة البيئية والعدالة الإنسانية.

حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية في غزة تتجاوز 178,091شهيدا وجريحا

ارتفعت حصيلة ضحايا جرائم حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 54,321 شهيدا، و123,770 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية.

وأفادت الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الجمعة، عن وصول 72 شهيدا، و278 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، مؤكدة أن الإحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول إليها، وأنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

قد يعجبك ايضا