تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
لا وجه للمقارنة بين قوة صنعاء وضعف وفشل الحكومة الموالية للتحالف في اليمن ،ففي الوقت الذي تظهر فيه صنعاء قوة إقليمية ولها تأثيرها الكبير في المشهد الإقليمي وتتصدر شعوب الأمة في الدفاع عن قضاياها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تظهر السلطات الموالية للتحالف ضعيفة وعاجزة وتواصل التفريط بالقرار الوطني ،وهذا ظهر واضحًا من خلال تصريحات رئيس مجلس القيادة الموالي للتحالف، رشاد العليمي، التي أوردها في لقائه مع قناة روسيا اليوم مؤخرًا، والذي دعا فيه صراحةً لتدخل خارجي واستخدام القوة لفرض ما أسماه “السلام” في اليمن، متناسيًا أن من يرفض تنفيذ خارطة الطريق هو التحالف، رغم الدعوات المتكررة من صنعاء، وأخرها الدعوة التي وجهها رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، في مارس 2025م ، ومتناسياً كذلك أن الدعوة للتدخل الخارجي هو خيانة لهذا البلد ، ومتجاهلاً ما سببه التدخل الخارجي وحرب التحالف على اليمن كارثة على كل المستويات .
ورغم أن العليمي اعترف بقوة صنعاء العسكرية، إلا أنه لم يورد الأسباب الحقيقية لوصول صنعاء إلى هذه القوة، حيث أرجع أسباب امتلاك صنعاء لهذه القوة لما أسماه تماهي المجتمع الدولي تجاه صنعاء ورضوخ الحكومة الموالية للتحالف لضغوط الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وهي أسباب بعيدة عن الواقع تمامًا، وتظهر الغباء السياسي للعليمي الذي يحاول التغطية على عجز وفشل حكومته عبر إلقاء اللوم على المجتمع الدولي وسلطات صنعاء.
وفي الوقت الذي يشيد العالم بموقف اليمن المناصر لغزة وتضحياته، يظهر العليمي متساوقًا مع الرواية الإسرائيلية والأمريكية، حيث اتهم صنعاء بتهديد الملاحة البحرية، وحاول التقليل من تأثيرات عملياتها العسكرية على الكيان الإسرائيلي وتحميلها مسؤولية تدمير البنى التحتية لليمن، إلى جانب أنه صور الاتفاق بين صنعاء والولايات المتحدة الأمريكية على أنه استسلام، وهذا غير صحيح بشهادة الإسرائيليين والأمريكيين أنفسهم، والذي سنورد بعضًا منها.
تهديد الملاحة البحرية
في 12 مايو الجاري، أكدت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية في تقرير لها أن وقف إطلاق النار في غزة هو الحل الوحيد والدائم لوقف هجمات قوات صنعاء على “إسرائيل” والسفن التابعة لها وخفض التصعيد في المنطقة، مشيرةً إلى أن العمليات العسكرية اليمنية مرتبطة بشكل وثيق بسلوك “إسرائيل” في غزة.
وحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن الهجمات الأخيرة لقوات صنعاء – سواء على “إسرائيل” أو في البحر الأحمر – لم تكن عشوائية، بل مرتبطة بشكل وثيق بسلوك “إسرائيل” في غزة حيث أوقف من أسماهم بـ ” الحوثيين” هجماتهم فور الاتفاق على وقف إطلاق النار بغزة في يناير 2025م.
إضافةً إلى ذلك، لم تظهر حتى اليوم أي دولة أو شركة ملاحة لا تدعم الكيان الإسرائيلي في عدوانه على غزة تقول أن صنعاء تستهدف سفنها، وهو ما يؤكد أن ادعاءات تهديد الملاحة الدولية غير صحيحة، فالسفن التي تستهدفها قوات صنعاء هي سفن إسرائيلية أو مرتبطة بالكيان الإسرائيلي، وصنعاء كانت واضحة منذ بداية انخراطها في معركة طوفان الأقصى، حيث أعلنت أن عملياتها العسكرية هي موجهة ضد السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بـ “إسرائيل” ، وكل هذا يؤكد أن العليمي يصطف مع العدو الامريكي والاسرائيلي ويقف معه في معركته ضد بلده ، وهذا مخالف لإرادة كل اليمنيين .
اعترافات بقوة اليمن العسكرية
في 28 مايو، أكدت صحيفة “هارتس” العبرية أن اليمن بات يشكل قوة إقليمية يصعب هزيمتها حتى من قبل أقوى الجيوش المجهزة تجهيزًا جيدًا، مستدلّةً بالفشل الأمريكي.
ونقلت الصحيفة العبرية تصريحات لخبراء عسكريين صهاينة، قالوا: إنه من الصعب نجاح “إسرائيل” في هزيمة “اليمنيين” في مكان فشلت فيه جيوش مجهزة تجهيزًا جيدًا، مثل أمريكا والسعودية، والتي اضطرت للتراجع وتوقيع اتفاقيات مع صنعاء.
ولفتت الصحيفة إلى الخطأ الجسيم الذي وقع فيه “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية عندما فشلتا في التقديرات وضبط الحسابات بشأن اليمن، مشيرةً إلى أن البعض كان يسخر من إعلان اليمن فرض حصار بحري وجوي على “إسرائيل “، ولكن بعد عام ونصف عام أثبت اليمنيون أنهم قادرون على فعل كُـلّ شيء، مؤكّـدةً أن استمرار إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي المحتلّة يعطِّل حياةَ الغاصبين اليومية ويخلق شللًا في الحركة الحيوية للكيان بشكل عام .
وفي الـ29 من مايو الجاري أكدت القناة الـ12 العبرية أن اليمن ينجح في فرض حصار على “إسرائيل” حيث ما يزال مطار بن غوريون شبه مغلق بسبب موجة تعليق شركات الطيران العالمية لرحلاتها الى “إسرائيل ” .
الى ذلك صرح زعيم ما يسمى بالمعارضة يائير لابيد، بأن “إسرائيل” تحت حصار جوي بسبب الصواريخ اليمنية .
هزيمة أمريكا في اليمن
في الـ24 من مايو أكدت مجلة “ناشيونال إنترست” أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه الرئيس ترامب مع “الحوثيين” مثل هزيمة عسكرية نكراء لأمريكا، مشيرة إلى أن المهمة في البحر الأحمر كانت أعنف عملية قتالية تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية .
وهناك العديد من التصريحات لعدد من المسؤولين الأمريكيين الذين اعترفوا بهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، وأن قوة اليمن هي من أجبرت واشنطن على التفاوض مع صنعاء للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار ، وهذا مخالف لتصريحات العليمي الذي قال فيه أن صنعاء استسلمت .