المصدر الأول لاخبار اليمن

هيومن رايتس ووتش: الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء جريمة حرب

متابعات / وكالة الصحافة اليمنية //

 

اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، اليوم الثلاثاء، الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مطار صنعاء الدولي يومي 6 و28 مايو/2025، هجمات عشوائية أو غير متناسبة على منشآت مدنية، ويجب التحقيق فيها كجرائم حرب.

وأوضحت المنظمة في بيانها، أن الغارات الإسرائيلية دمرت جميع الطائرات المدنية التجارية في المطار، مما أدى إلى تعطيل حركة السفر للمدنيين، وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية وعمال الإغاثة إلى البلاد.

وصرّحت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في المنظمة، قائلة: “مطار صنعاء شريان حياة أساسي لليمنيين، وقطع هذا الشريان حرم العديد من المرضى من الوصول إلى العلاج الضروري خارج البلاد”.

 

وأضافت أن الغارات الإسرائيلية دمرت أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية – الناقل الوطني الوحيد في صنعاء – وألحقت أضراراً جسيمة بمباني المطار، فضلاً عن تدمير أربع طائرات أخرى، بينها طائرة شحن، بحسب تحليل صور أقمار صناعية.

ووثّقت هيومن رايتس ووتش، مشاهد مصورة نُشرت عبر وسائل الإعلام، أظهرت اشتعال النيران في الطائرات وأضراراً كبيرة في مرافق المطار، بما في ذلك الصالة الرئيسية، إثر الهجوم الأول.

وقد استؤنفت أولى الرحلات الأممية إلى مطار صنعاء في 15 مايو، قبل أن تتوقف مجدداً بعد الهجوم الثاني.

وأشارت المنظمة، إلى أن القوات الإسرائيلية سبق أن استهدفت مطار صنعاء في ديسمبر 2024، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وإصابة 18، من بينهم أحد أفراد طاقم رحلة تابعة للأمم المتحدة، وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على متن الطائرة آنذاك.

وأكدت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أهمية المطار، حيث قال منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جوليان هارنيس، الذي كان حاضراً خلال هجوم ديسمبر: “المطار موقع مدني تُستخدمه الأمم المتحدة، وهو حيوي لوصول المساعدات وإجلاء المرضى”.

وتشير تقارير إلى وفاة ما يقارب 60% من مرضى السرطان في اليمن نتيجة ضعف الإمكانيات الطبية وندرة الأدوية،

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي، في رد على طلب معلومات بتاريخ 19 مايو إنه “استهدف أهدافاً عسكرية مشروعة تابعة للحوثيين”، مضيفاً أنه اتخذ إجراءات لتقليل الضرر على المدنيين. واعتبر المطار “مركزاً رئيسياً لعمليات نقل الأسلحة والعملاء من قبل الحوثيين”.

لكن هيومن رايتس ووتش أفادت بعدم وجود أدلة على استخدام الطائرات المدنية أو المحطات المستهدفة لأغراض عسكرية، ولم يقدم الجيش الإسرائيلي معلومات تدعم ادعاءاته.

وبحسب المنظمة، فإن قوانين الحرب تحظر الهجمات المتعمدة أو العشوائية أو غير المتناسبة ضد المدنيين أو المنشآت المدنية. وتُعد الهجمات على منشآت حيوية لبقاء السكان، مثل المطارات، جرائم حرب إذا لم تكن أهدافاً عسكرية مباشرة.

وختمت جعفرنيا بقولها: “نفذت إسرائيل مراراً هجمات غير قانونية على بنى تحتية مدنية في اليمن وغزة ولبنان دون محاسبة، الدول التي تواصل تزويد إسرائيل بالسلاح تُخاطر بالتواطؤ، وتتحمل مسؤولية الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدنيين”.

وأضافت: “لقد قطع “الجيش الإسرائيلي” هذا الشريان الحيوي تاركًا العديد من اليمنيين دون مصدرهم الرئيسي للوصول إلى العالم الخارجي”.

وكانت “هيومن رايتس” قد اعتبرت في بيانات سابقة أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف ميناء الحديدة، يرقى إلى جريمة حرب؛ إذ إنها تهدّد الغذاء والمساعدات وإمدادات الكهرباء لملايين اليمنيين.

وأفادت بأنه في 20 يوليو العام الماضي، أغار سلاح الجو الإسرائيلي على ميناء الحديدة، مبينة أن هذا الهجوم يشكّل أيضًا “جريمة حرب”.

وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة شكلت هجومًا يُفترض أنه عشوائي، أو غير متناسب بشكل يخرق القانون، وقد يكون له تأثير طويل المدى على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على الميناء للغذاء والمساعدات الإنسانية.

قد يعجبك ايضا