المصدر الأول لاخبار اليمن

“انظر ولا تسأل”..  أضاحي العيد في الجنوب تختنق بين الأسعار والانهيار الاقتصادي

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

“انظر ولا تسأل”.. هذا ما يقوله المثل الشعبي اليمني، الذي بات واقعًا يعيشه كل يوم سكان مناطق سيطرة قوات التحالف.. مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتسع دائرة المعاناة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة قوات التحالف، حيث تحوّل الاستعداد للعيد من مناسبة فرح إلى عبء ثقيل ينهك كاهل معظم العائلات اليمنية.

الارتفاع الجنوني في أسعار الأضاحي، بالتزامن مع انهيار الريال اليمني، وضع الآلاف أمام معادلة قاسية بين لقمة العيش ومظاهر الاحتفال.

أسواق ملتهبة وأسعار فلكية

وقبل يومين من قدوم العيد، تشهد أسواق المواشي في عدن وحضرموت ومأرب وتعز ارتفاعات قياسية في أسعار الأضاحي، وسط غياب أي رقابة على السوق وتدهور مستمر في سعر صرف العملة.

ففي محافظة عدن، تجاوز سعر الخروف اليوم الأربعاء حاجز 700 ألف ريال يمني، وبلغ في بعض الحالات مليون ريال، بينما تراوحت أسعار الأبقار بين 6 – 7 ملايين ريال.

أما في مأرب، فقد سجل سعر الخروف والماعز ما بين 400 -600 ألف ريال، وارتفع سعر البقر إلى ما بين 5 – 7 ملايين ريال.

وفي تعز، تراوح سعر الخروف ما بين 300 – 800 ألف ريال، والبقر بين 3 – 6 ملايين ريال.

هذه الأرقام، التي تفوق قدرات معظم المواطنين، تأتي في وقت لا تزال فيه رواتب الموظفين الحكوميين في المحافظات الواقعة تحت سيطرة قوات التحالف متأخرة، وتواجه الأسر ظروفًا معيشية صعبة، جعلت من مجرد التفكير في شراء أضحية أمرًا بعيد المنال.

أسباب مركبة.. وواقع خانق

يُعزى هذا الارتفاع الحاد إلى تدهور قيمة الريال اليمني في المحافظات الواقعة تحت سيطرة قوات التحالف، وتحول أغلب التعاملات التجارية إلى الريال السعودي والدولار الأمريكي، ما ساهم في توسيع الفجوة بين الأسعار والدخول.

كما أسهمت عوامل أخرى، منها ارتفاع أسعار الأعلاف، وتراجع المعروض من المواشي، واستمرار الحصار، في تضييق الخناق على الأسواق، في ظل غياب شبه تام للجهات الرقابية.

ويؤكد اقتصاديون أن غياب السياسات المالية الفاعلة وتخلي السلطات المحلية عن دورها في ضبط الأسواق، ساعد في تفشي المضاربة العشوائية، وترك المواطن فريسة لآليات السوق المنفلتة.

عيد بلا ملامح

في ظل هذه الأزمة، يجد الموظف الحكومي نفسه أمام واقع مؤلم: راتب لا يتجاوز 70 ألف ريال يمني، أي ما يعادل 104 ريالات سعودية، في وقت يبلغ فيه سعر الخروف الواحد ما يعادل 10 أضعاف راتبه الشهري، بينما تصل كلفة الثور إلى ما يعادل دخل 3 سنوات.

وبات كثير من المواطنين في المحافظات الواقعة تحت سيطرة قوات التحالف، يؤجلون مظاهر العيد أو يتخلون عنها بالكامل، بمن فيهم من لجأ إلى إعادة استخدام ملابس العيد السابقة، أو الاكتفاء بالحد الأدنى من الاحتفال، في محاولة لتجاوز هذه المرحلة الحرجة.

دعوات لتحرك فوري

في مواجهة هذا المشهد القاتم، تتعالى الدعوات الشعبية المطالبة بسرعة التدخل للحد من هذا الانفلات الاقتصادي.

ويطالب المواطنون السلطات المعينة من قبل التحالف باتخاذ إجراءات حقيقية لضبط الأسعار، وصرف المرتبات المتأخرة، والعمل على تثبيت سعر الصرف، قبل أن تتحول الأعياد إلى مواسم للغصة والعجز، بدلًا من أن تكون محطات فرح وسكينة.

قد يعجبك ايضا