المصدر الأول لاخبار اليمن

ضغوط ترامب على الفيدرالي.. مواجهة بين السياسة والنقد في قلب الركود المحتمل

واشنطن / وكالة الصحافة اليمنية //

 

في وقت يعيش فيه الاقتصاد الأمريكي مرحلة حساسة، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليوجّه سهامه نحو مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، متهمًا إياه بالتقاعس في خفض أسعار الفائدة، ومحمّلًا إياه مسؤولية تباطؤ سوق العمل.

وفي المستجدات، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم دعواته للاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، وأشار إلى أن شركة “إيه دي بي” لمعالجة الرواتب أفادت بأن الوظائف الجديدة تباطأت في مايو الماضي.

وقال ترامب: “صدرت أرقام “إيه دي بي” لقد “فات الأوان”. يجب على باول الآن خفض سعر الفائدة إنه أمر لا يصدق لقد خفضت أوروبا سعر الفائدة تسع مرات”.

وقبل ذلك أفادت شركة “إيه دي بي” بأن عدد الوظائف في القطاع الخاص الأمريكي ارتفع بأقل بكثير من المتوقع في مايو 2025، حيث لم يزد سوى 37 ألف وظيفة الشهر الماضي، بعد زيادة قدرها 60 ألف وظيفة في أبريل 2025، والتي عدلت بالخفض.

وكان اقتصاديون قد توقعوا زيادة التوظيف في القطاع الخاص بمقدار 110 آلاف وظيفة، بعد زيادة سابقة بلغت 62 ألف وظيفة في أبريل 2025.

وانتقد ترامب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول لعدة أشهر بسبب أسعار الفائدة، ودعا لاستقالته. وأثارت هجمات ترامب المتكررة تساؤلات حول استمرار استقلالية عمل البنك المركزي الأمريكي.

ويرى مراقبون أن حرب ترامب التجارية باتت كابوسا يؤرق الاحتياطي الفيدرالي، مشيرين إلى أن الاستراتيجية الاقتصادية لإدارة ترامب، دفعت الولايات المتحدة إلى لعبة محفوفة بالمخاطر.

ففي الوقت الذي فرض فيه الرئيس الأمريكي رسوماً جمركية تحت ذريعة إعادة بناء الاقتصاد الأمريكي، تلقت الأسواق العالمية صدمات عنيفة وهوى الدولار واشتعل صراع عنيف مع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيران باول الذي يرفض الرضوخ لطلب ترامب خفض الفائدة.

وبحسب المراقبين تظل يد الاحتياطي الفيدرالي مقيدة مع استمرار تجاوز معدل التضخم هدفه البالغ 2%، بينما لا تزال أسواق العمل صامدة، ففي حال ارتفعت توقعات التضخم فقد يتبع ذلك رفع أسعار الفائدة مما يثقل كاهل الأسهم أكثر.

وتبرز المواجهة بين ترامب وباول حقيقة جوهرية، أن السياسة الاقتصادية أصبحت الآن ساحة معركة بالغة الخطورة، وعلى المستثمرين أن يخوضوا غمار بيئة تتشابك فيها التعريفات الجمركية واستقلال البنوك المركزية والانتقام العالمي وسط ضغوط متزايدة لتحفيز الاستثمار.

ففي ظل الغموض بشأن تداعيات المستقبلية لسياسات ترامب الاقتصادية المتعلقة بالتعريفات الجمهورية. من المتوقع على نطاق واسع ان يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي اسعار الفائدة دون تغيير عند مستواها الحالي.

وفي الوقت الذي يسعى فيه البيت الابيض لإبرام صفقات انتحارية على جبهة التعريفة الجمركية. مما قد يغير المشهد الاقتصادي بأكمله ويجعل من الصعب حاليا اتخاذ قرارات تؤثر على ظروف الاقتصادية.

قد يعجبك ايضا