أكد الباحث الفلسطيني في الشأن الاستراتيجي سعيد زياد أن قياس النصر والهزيمة في الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران لا يُفهم فقط من خلال نهاية الأعمال القتالية، بل من خلال توازن القوى والنتائج الاستراتيجية التي أفضت إليها.
جاء ذلك تعليقًا على ما أعلنه رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب، بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي خلال ساعات، رغم عدم صدور أي تصريح رسمي حول ذلك من الطرفين حتى لحظة كتابة الخبر.
وأشار زياد في تحليل نشره مؤخرًا على منصة إكس، إلى أن إسرائيل استخدمت الحد الأقصى من قوتها العسكرية خلال المواجهة، بينما لا تزال لدى إيران أوراق قوة لم تستخدمها بعد، ما يشير إلى خلل في ميزان الإنجاز العسكري والسياسي.
وأوضح الباحث أن فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الثلاثة المعلنة للحرب ـ والمتمثلة في تحييد خطر البرنامج النووي الإيراني، وتحييد السلاح الباليستي، وإضعاف النظام الإيراني تمهيداً لإسقاطه ـ يمثل مؤشرًا واضحًا على الإخفاق الاستراتيجي.
وأضاف أن إيران خرجت من الحرب كدولة مركزية أقوى في المنطقة، وأكثر تماسكًا على المستوى الداخلي، وأكثر عداءً لإسرائيل على مستوى العقيدة والسياسة، وذلك بعد أن أثبتت قدرتها على تحويل تهديداتها إلى واقع صاروخي غير مسبوق في تاريخ المنطقة.
ولفت زياد إلى أن النظام الإيراني ظل على موقفه الداعم لمحور المقاومة رغم ما وصفه بمحاولات “الكسر” الإسرائيلية بالقوة، والأميركية بالضغط السياسي، ما يجعل من التفاهم الذي أنهى المواجهة اتفاقًا لا تريده إسرائيل، وخسرت فيه أكثر مما كسبت.
وختم بالقول: “إذا انتهت الحرب فعليًا عند هذا الحد، فإن إسرائيل تكون قد خسرت جولة كبرى في صراعها الوجودي مع إيران”.