المصدر الأول لاخبار اليمن

صنعاء تفاجئ “إسرائيل”.. هجوم فاشل وتحديات استخباراتية مربكة

خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//

في آخر عدوان صهيوني على اليمن شن طيران الاحتلال الإسرائيلي، ليل أمس الأحد، سلسلة غارات على موانئ محافظة الحديدة. عملية عدوانية أسماها الاحتلال بـ “الراية السوداء”، كانت تستهدف عدة محافظات يمنية بحسب إفادة مستشار وزارة الدفاع في صنعاء لوكالة الصحافة اليمنية، لكنها اصطدمت لأول مرة بالدفاعات الجوية اليمنية.

وبالتزامن مع ذلك أعلن المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، أن القوات الجوية اليمنية تصدت للطائرات الإسرائيلية خلال الهجوم وأربكتها واجبرت بعضها على العودة قبل اختراق الأجواء اليمنية.

من جهته أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن سلاح الجو شن غارات على الحديدة، بعد إصداره أوامر بإخلاء محطة كهرباء المدينة ومينائي رأس عيسى والصليف، المستهدفة غير مرة في هجمات سابقة، ما يؤكد أن أهداف “إسرائيل” لم تتغير منذ الضربة الأولى على اليمن، الذي يراهن فيه الاحتلال على الصدمة الاقتصادية، في ظل شحة المعلومات الاستخباراتية على الأرض.

هذا الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، خلق حالة من التضارب في التقييمات بين عدو يقول أنه حقق أهدافه، وخصم يسخر من مثل هذه الادعاءات مع استمرار ضرب وقصف ما تم استهدافه من منشآت بشكل متكرر.

 

لا اختراق

 

بغض النظر عن مبرر المسافة الجغرافية الكبيرة بين صنعاء و”تل أبيب” التي تتطلب قدرات لوجستية نوعية، فإن “إسرائيل” لم تتمكن من تحقيق أي اختراق أمني لا على مستوى القيادات أو على مستوى البنية التحتية العسكرية؛ ما جعل حسابات الرد على اليمن صعبة، في ظل خيارات تكاد تكون شبه معدومة.

لقد أظهرت قوات صنعاء، قدرة على التكيف مع هذه الضربات وتحويلها من هجمات مركزة إلى طائشة، خاصة أن “إسرائيل” تعتمد على ما يقوم به “الموساد” من إنجازات فيما يخص تجنيد العملاء والجواسيس في الدول المستهدفة، وهو أمر يسعى الموساد إلى تحقيقه مع تواصل هجمات صنعاء على “تل ابيب” وغيرها من المدن الخاضعة لسيطرة الاحتلال، مع اعتماده على الأقمار الصناعية أو التصنت على الاتصالات، والتي يبدو أنها لم تكن كافية لتكوين صورة حقيقية عن قدرات صنعاء العسكرية.

وفي تعليقها على الهجمة الإسرائيلي اعترفت صحيفة “معاريف” العبرية، في تقرير لها أن “إسرائيل” فشلت منذ اكتوبر 2023 في التصدي لصواريخ والطائرات المسيرة التابعة لقوات صنعاء، وأضافت بنبرة منكسرة: “يجب أن ننظر إلى الواقع ونعترف بصوت عال أن إسرائيل فشلت في مواجهة تحدي الحوثيين من اليمن، واستيقظت متأخرة جدًا في مواجهة التهديد القادم من الشرق”.

واعتبرت الصحيفة أن “الجيش الإسرائيلي” يواجه صعوبة في مواجهة التهديد من اليمن، في الدفاع والهجوم، حيث ألحق الحوثيون أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الإسرائيلي.

 

رد سريع

 

تأكيدًا على هذا الفشل، جاء رد صنعاء سريعًا، حيث تم إطلاق صاروخ فرط صوتي باتجاه مناطق الاحتلال، لتعلن وسائل إعلام عبرية أن الصاروخ اليمني وصل إلى هدفه، دون أن تتمكن الدفاعات الجوية للاحتلال من اعتراضه.

وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط، أعلن اليوم الإثنين، أن “اليمن ميدان الركلات الأخيرة وليس ميدان الاستعراض”.

وشدد المشاط على أنه “لا يمكن لأي عدوان صهيوني مهما كان حجمه وآثاره أن يثني شعبنا عن مساندة غزة”، مردفا: “أمام القضايا العادلة والقرارات المحقة لا تهم النتائج مهما بلغت والعاقبة للمتقين”.

وهذه النتيجة تؤكد أن صنعاء نجحت إلى حد كبير في كسر معادلة الاستباحة التي يسعى الإسرائيلي ومن خلفه واشنطن لفرضها على المنطقة.

قد يعجبك ايضا