المصدر الأول لاخبار اليمن

مجزرة مستشفى السويداء تتكشف.. جرائم اعدام مروعة بحق المرضى والمعاقين على يد قوات النظام السوري

دمشق /وكالة الصحافة اليمنية//

لا تزال مجزرة المستشفى الوطني في مدينة السويداء تلقي بظلالها القاتمة على الرأي العام المحلي والدولي، مع تزايد الشهادات والوقائع التي تؤكد ارتكاب قوات تابعة للحكومة السورية لجرائم قتل جماعي بحق المدنيين داخل المستشفى، في مشهد وُصف بأنه “مذبحة مكتملة الأركان”.

في تقرير ميداني صادم بثته شبكة “بي بي سي” العربية، وثّق الصحفي البريطاني جون دونيسون مشاهد من داخل المستشفى، حيث أكد أن العشرات من الجثث المتحللة كانت مصطفة في أكياس بلاستيكية بيضاء داخل موقف السيارات الرئيسي للمشفى. وقال: “صدمتني الرائحة الكريهة قبل أن أرى أي شيء… بعض الأكياس كانت مفتوحة وتُظهر بقايا مشوهة لضحايا المذبحة، فيما الممرات ما تزال ملوثة بالدماء”.

ونقل دونيسون عن الطبيب وسام مسعود، جرّاح الأعصاب في المستشفى، قوله: “لقد كانت مذبحة حقيقية.. جاء الجنود إلى المدينة مدّعين أنهم يريدون إحلال السلام، لكنهم قتلوا عشرات المرضى، من الأطفال حتى كبار السن، داخل أجنحتهم الطبية”.

وأجمعت شهادات الأطباء والممرضين والمتطوعين على أن قوات حكومية اقتحمت المستشفى مساء الأربعاء 16 يوليو الجاري، وأطلقت النار على المرضى النائمين، في عملية استهدفت سكان المدينة المنتمين إلى الطائفة الدرزية. وقال أحدهم: “أطلقوا النار على رأس طفل معاق في الثامنة من عمره، وهو نائم على سريره في الجناح الداخلي”.

وأكد أسامة ملك، مدرس لغة إنجليزية من المدينة، قائلاً: “إنهم وحوش، لا نثق بهم على الإطلاق”، بينما تساءل المتطوع كينيس أبو متعب: “ما هي جريمة هؤلاء؟ لماذا يقتلون المرضى داخل المستشفيات؟”.

من بين ضحايا المجزرة، الطفلة هالة الخطيب (8 سنوات)، التي أصيبت برصاصة في الرأس أثناء اختبائها داخل خزانة منزلها. ويقول التقرير إنها “فقدت إحدى عينيها، وكانت لا تزال مضرجة بالدماء وتجلس على مقعد بالمستشفى، دون أن تعرف حتى الآن أن والديها قد قُتلا”.

ورغم أن أعداد الضحايا لم تُحسم بشكل رسمي، تشير تقديرات محلية إلى أن عدد القتلى في مجزرة الأربعاء الماضي، وحدها قد تجاوز 300 شخص، بحسب “بي بي سي”، التي أكدت أنه لا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل حتى اللحظة.

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، بتوثيق 3 عمليات إعدام جديدة في محافظة السويداء، راح ضحيتها 17 مدنياً من أبناء الطائفة الدرزية، بينهم امرأتان، ما يزيد من فداحة الانتهاكات المرتكبة في المدينة.

وأشار تقرير “بي بي سي” إلى أن المدينة تعيش تحت الحصار، حيث تمنع القوات الحكومية حركة الدخول والخروج، وسط دمار واسع طال البنية التحتية، والمتاجر، والمباني السكنية، ما يُظهر أن السويداء كانت مسرحاً لمعارك ضارية.

وتثير هذه المجزرة ردود فعل غاضبة في الأوساط الحقوقية، وسط دعوات متصاعدة لفتح تحقيق دولي عاجل في ما جرى داخل المستشفى، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

 

 

قد يعجبك ايضا