المصدر الأول لاخبار اليمن

صنعاء تفرض معادلة جديدة وتغيّب الوجود الأمريكي في البحر الأحمر

خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

تناول موقع معهد البحرية الأمريكي (USNI News) إعلان قوات صنعاء “المرحلة الرابعة من التصعيد” في البحر الأحمر، التي تشمل استهداف جميع سفن الشركات المرتبطة بالكيان الإسرائيلي والمتعاونة معه، في خطوة وصفت بأنها “الأخطر” منذ نوفمبر 2023.

وأشار إلى أن هذا “التصعيد يأتي في ظل غياب أي وجود عسكري مباشر للولايات المتحدة في البحر الأحمر منذ الأسبوع الماضي”، ما يشير إلى تراجع ملحوظ في قدرة الردع الأمريكية.

 

فشل “حارس الازدهار”

 

وأفاد تقرير USNI News أن واشنطن لم تعد تحتفظ بأي سفن حربية في المنطقة، ما يمنح صنعاء بيئة أكثر تساهلًا للتحرك”.

وقد تجلى هذا الغياب في عملية إغراق سفينة “إيترنيتي سي”، التي لم تتلق أي مساعدة من القوات الأمريكية أو حلفائها رغم وجود معركة استمرت 16 ساعة، الأمر الذي اعتبر “فشلًا ذريعًا” لـ “تحالف حارس الازدهار” الذي أعلنته واشنطن لحماية الملاحة الإسرائيلية.

 

تكتيكات متطورة ورسائل استراتيجية

 

وأشار محللون عسكريون أمريكيون إلى أن العمليات اليمنية، بما في ذلك إغراق “إيترنيتي سي” و”ماجيك سيز”، تعكس “تحولًا نوعيًا في الأداء العسكري والعملياتي للبحرية اليمنية”.

وبحسب أفشون أوستوفار، فإن غياب السفن الأمريكية يعزز من قدرة اليمنيين على تنفيذ “هجمات موجعة دون خشية من الردع المباشر”.

خبراء آخرون أكدوا أن اليمنيين أصبحوا “أكثر جرأة” ويتصرفون “بوعي استراتيجي كامل” لما يترتب على عملياتهم من رسائل دولية.

وكانت واشنطن قد أعلنت تصعيدًا عسكريًا على اليمن في مارس الماضي دام 52 يومًا وانتهى بإعلان وقف الهجمات بوساطة عمانية مقابل توقف صنعاء عن ضرب السفن الأمريكية.

وخلال تلك المواجهة أخرجت قوات صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان عن الخدمة وتسببت بإسقاط مقاتلتين حربيتين من على متنها، بعد إخراج أربع حاملات طائرات أخريات عن الخدمة منذ بدء الإسناد اليمني لغزة.

ويأتي الغياب الأمريكي العسكري في البحر الأحمر كنتيجة للخسائر الاتي تكبدتها البحرية الأمريكية في المواجهة مع اليمن.

 

رسالة ذكية

 

وتطرق تقرير USNI News إلى الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي لقوات صنعاء، والذي يظهر طاقم سفينة “إيترنيتي سي” وهم يتحدثون عن سبب مرورهم عبر البحر الأحمر.

وقد أظهر الفيديو رعاية صنعاء للجرحى وإتاحة التواصل بين البحارة المحتجزين وعائلاتهم، في خطوة وصفها الخبراء الأمريكيون بأنها “رسالة ذكية تجمع بين الرسالة السياسية والتأثير الإنساني”.

 

تحذيرات من تداعيات عالمية

 

وحذر التقرير من أن الهجمات اليمنية تحولت إلى “نموذج تدريبي متقدم” يرفع من كفاءة الحرب البحرية اليمنية في ميدان فعلي، ويختبر حدود رد الفعل الدولي.

 

وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة “ذا نيويورك صن” الأمريكية أن البحر الأحمر أصبح “ساحة اختبار بحري متطورة”، وأن الحملات الجوية الأمريكية فشلت في كبح جماح اليمنيين، بل “زادتهم تصميمًا وجرأة”، ما يقلق المسؤولين الأمريكيين هو “التطور الكبير في تعقيد الهجمات اليمنية”، التي تشمل الآن “أساليب متقدمة تظهر تطورًا استراتيجيًا خطيرًا”.

 

خيارات صعبة للولايات 

 

ونقلت “ذا نيويورك صن” عن السفير البريطاني السابق في اليمن قوله إن “ردع اليمنيين ليس سهلًا، فهم شعب صامد ويصعب كسره”.

ورأت مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة “Defense Priorities” أن الحل الوحيد يكمن في “الضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة”.

تختتم التقارير بالإشارة إلى أن البحرية اليمنية باتت اليوم “تمتلك زمام المبادرة في البحر الأحمر”، في ظل “غياب فاعل للأسطول الأمريكي، وتفكك الرد الدولي”، وأن صنعاء “تُعيد رسم خرائط الملاحة والسيادة من بوابة غزة”، بينما يقف العالم “مشلول” أمام هذا التحول الجيوسياسي.

وهي أيضًا تكشف أن واشنطن وحلفاءها يواجهون “خيارات صعبة” أمام التحدي اليمني الذي يثبت قدرته على “إعادة تشكيل موازين القوى في واحدة من أهم الممرات المائية في العالم”.

قد يعجبك ايضا