القدس المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت تحقيقات أجراها جيش الاحتلال الإسرائيلي أن معظم حالات الانتحار الأخيرة في صفوف جنوده ترتبط مباشرة بظروف القتال القاسية، والصدمات النفسية الناتجة عن المكوث الطويل في مناطق العمليات، وخاصة في قطاع غزة.
وبحسب ما نقلته الإذاعة العبرية الرسمية “ريشت بيت”، اليوم الأحد، فإن التحقيقات أظهرت أن دوافع الانتحار تنبع من “مشاهد قاسية تعرّض لها الجنود، وفقدان رفاقهم، وعدم القدرة على تحمّل ضغط الأحداث المتواصلة”، وهو ما دفع قيادة الجيش إلى دق ناقوس الخطر بشأن التدهور المتسارع في الصحة النفسية للجنود.
وقال مصدر عسكري رفيع للإذاعة إن “الواقع المعقّد بعد الحرب فرض تحديات صعبة على الجنود، وهناك عدد غير قليل من الحالات التي باتت تخرج عن السيطرة”، مؤكدًا أن التحقيقات شملت مراجعة رسائل انتحار وأحاديث معمّقة مع أقارب الضحايا وزملائهم.
وبحسب قناة “كان” العبرية، فإن 16 جنديًا انتحروا منذ مطلع عام 2025، بينهم 7 من جنود الاحتياط، مشيرة إلى أن 4 جنود احتياط انتحروا خلال شهر واحد فقط، بينهم اثنان أثناء مشاركتهم في العدوان على غزة، واثنان بعد عودتهم منه.
وسُجل خلال عام 2024 انتحار 21 جنديًا، من ضمنهم 12 من الاحتياط، فيما بلغ عدد المنتحرين في 2023 نحو 17 جنديًا، و14 آخرين في عام 2022، ما يعكس اتجاهاً تصاعديًا خطيراً تشهده المؤسسة العسكرية “الإسرائيلية” في السنوات الأخيرة.
وفي ظل تزايد معدلات الانتحار، عبّرت دوائر عسكرية عن قلق بالغ، مؤكدة أن “الجيش يستعد لاحتمال تفاقم الظاهرة بشكل أوسع، سواء في صفوف القوات النظامية أو الاحتياط”، في وقت تتصاعد فيه حدة الانتقادات بشأن الآثار النفسية المدمّرة لحرب غزة على الجنود العائدين من الجبهات.