تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
استمرارًا للعمليات البحرية اليمنية الناجحة في البحر الأحمر، اتخذت شركات شحن دولية كبرى، في مقدمتها شركة “ميرسك” الدنماركية، إجراءات تأمينية عاجلة تمثلت في رفع ما أسمته بـ “رسوم الطوارئ الاحتياطي”، وهو إجراء يأتي نتيجة لارتفاع المخاطر الملاحية.
وبررت الشركة هذا القرار بالوضع الحالي في البحر الأحمر، معتبرة أن هذه الرسوم الإضافية تأتي لتضاف إلى رسوم الشحن والتأمين التي ارتفعت بشكل كبير بفعل الحظر اليمني على الملاحة نحو الموانئ الإسرائيلية، والذي يأتي في إطار الإسناد لغزة ضد حرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال الصهيوني.
وفي تحليل لصحيفة “ذا كريدل” الأمريكية، يتضح فشل الولايات المتحدة وأوروبا في إيقاف عمليات صنعاء المساندة لغزة، حيث أشارت الصحيفة إلى أن إعلان قوات صنعاء عن استئناف هجماتها على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل قد جدد التوتر في المنطقة بالتزامن مع استمرار الإبادة الجماعية في غزة.
كما تساءل التقرير عن فعالية القوى البحرية الغربية وحلفائها، على الرغم من وجود قواعد عسكرية أجنبية متعددة في جيبوتي، مؤكدًا على أن “اليمن من أقوى عناصر محور المقاومة، ولا يظهر أي علامات على التراجع”.
وأضاف التقرير أن ترامب يرى أن أي تدخل عسكري أمريكي مباشر قد يورط الولايات المتحدة في “مستنقع” يصعب الخروج منه بنتائج غير مضمونة، خاصةً وأن القدرات اليمنية على تهديد أي سفينة تمر عبر مضيق باب المندب قد جعلت هذا الممر الاستراتيجي محفوفًا بالمخاطر.
وفي سياق متصل، كشفت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية عن سعي إسرائيل لإجراء “تحول استخباراتي” جذري بعد فشلها في السابع من أكتوبر 2023، وفي مواجهة الجبهة اليمنية، حيث اعترف ضابط استخبارات صهيوني بأن الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية عانت من “سوء فهم جذري لأيديولوجيا حماس والطبيعة والتكوينات اليمنية”.
وأكد أن إسرائيل لا تملك أي معلومات حساسة عن الأهداف أو التحركات اليمنية، لافتا إلى أن فرق التنصت واجهت صعوبة في فهم لهجة “الحوثيين”، ما دفعهم لتجنيد إسرائيليين من أصول يمنية للمساعدة.
وتتضمن الخطة الجديدة إعادة إحياء برنامج تجنيد باللغة العربية وتدريب القوات عليها، بهدف تقليل الاعتماد على التكنولوجيا وبناء كادر من الجواسيس والمحللين ذوي المعرفة الواسعة باللهجات المحلية، وعلى رأسها اليمنية والغزاوية والعراقية، بالإضافة إلى فهم عميق للمذاهب الإسلامية.
وتوضح بلومبيرج أن هذا التحول يتجه نحو الاعتماد على العنصر البشري وتوسيع وحدة التحقيقات بدلًا من التركيز المفرط على التكنولوجيا كالأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، كما يتم تخصيص موارد لوحدة داخلية مهمتها تحدي التحليلات السائدة من خلال التفكير غير التقليدي، المعروف بعبارة آرامية من التلمود هي: “إبخا מסתברא” أي “العكس قد يكون معقولاً”.