المصدر الأول لاخبار اليمن

هل سيقبل حزب الله بنزع سلاحه؟

خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

في ظل تسارع الأحداث على الساحة اللبنانية، تتزايد الضغوط الأمريكية بشكل غير مسبوق على الحكومة اللبنانية بهدف دفعها لاتخاذ خطوات عملية لنزع سلاح حزب الله ،  تحت شعار “احتكار الدولة للسلاح”.

ومع دخول هذه الضغوط مرحلة العلن، تتكشف النوايا الحقيقية خلف هذه الحملة، في وقت لا يزال فيه العدو الإسرائيلي يواصل عدوانه على لبنان دون هوادة ويحتل جزء من الارض اللبنانية ويرفض الانسحاب منها .

 

أهداف واضحة تحت غطاء السيادة

قبل أسبوعين، طلب الموفد الأمريكي توم بارّاك من الحكومة اللبنانية  “بالتحرك الفوري” لترجمة تعهداتها بأن “يكون السلاح حصرًا بيد الدولة”، وقد تم تسويق هذه الخطوة كجزء من خطة شاملة لاستقرار لبنان، تتضمن وقف العمليات العسكرية “الإسرائيلية” وتمويل الجيش اللبناني بمبالغ ضخمة، وتقديم دعم سياسي واقتصادي مشروط بنزع سلاح حزب الله .

هذه المطالب لم تأتِ في فراغ، بل جاءت في سياق محاولات متكررة لتجريد لبنان من عناصر قوته الدفاعية، وتجريده من قدرة الردع في وجه أي عدوان إسرائيلي مستقبلي ، فقد بات واضحًا أن الحديث عن “سيادة الدولة” يُستخدم كغطاء لمشروع إقليمي أوسع هدفه إضعاف المقاومة وتفكيكها .

الحكومة اللبنانية تحت الضغط

وفي استجابة أولية لهذه الضغوط، بدأت الحكومة اللبنانية برئاسة جوزيف عون اليوم في قصر “بعبدا ” سلسلة اجتماعات لبحث ملف “حصر السلاح بيد الدولة”، وهو الاسم الذي يُراد به نزع سلاح حزب الله تحديدًا.

 وتأتي هذه الاجتماعات في ظل انقسام داخلي حاد، حيث تعارض قوى سياسية ووطنية كبرى هذه الخطوة، وترى فيها خضوعًا غير مشروط لإملاءات أمريكية تتجاهل الواقع الأمني والسياسي المعقّد في البلاد .

رئيس الحكومة اللبنانية جوزيف عون ، المدعوم من بعض الجهات الدولية، يحاول تسويق خطة تتضمن “دمج المقاومة بالجيش”، مقابل تمويل دولي طويل الأمد، لكن دون تقديم أي ضمانات حقيقية بأن العدو الإسرائيلي سيتوقف عن عدوانه أو أن السيادة اللبنانية ستُحترم .

رد المقاومة حاسم 

في هذا السياق، جاء رد المقاومة حاسمًا وواضحًا، ففي كلمة ألقاها اليوم الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أكد أن الحزب “لن يلتزم بأي جدول زمني لتجريد لبنان من قوته”، مشددًا ع على أنه “لا يمكن للبنان أن يلتزم بالتخلي التدريجي عن قوته، فيما تبقى كل أوراق القوة بيد العدو الإسرائيلي .. مؤكداً  أن لأ أحد يملك أن يُمارس التهويل على المقاومة .. محملاً من يُغلّب مصلحته الخاصة المتقاطعة مع المصلحة “الإسرائيلية” مسؤولية  أي ضرر يلحق بلبنان”.

المعادلة الجديدة : لا تنازل تحت النار

 تأتي هذه التطورات في وقت حساس جدًا، حيث لا تزال مناطق جنوب لبنان عرضة للغارات “الإسرائيلية” ، وهذا ما يطرح تساؤلات جوهرية: كيف يمكن المطالبة بنزع سلاح المقاومة في وقت لا يزال فيه العدو  الاسرائيلي على أبواب لبنان؟ وهل يُعقل أن يُجرّد لبنان من عنصر القوة الوحيد المتبقي لديه في ظل الانهيار الاقتصادي والمؤسساتي؟

بالنسبة لحزب الله، فإن أي حديث عن نزع السلاح يجب أن يكون جزءًا من مقاربة شاملة للسيادة الوطنية، تشمل وقف العدوان، وانسحاب الاحتلال من الأراضي اللبنانية، وضمانات دولية واضحة، أما ما يُطرح اليوم، فلا يتجاوز كونه محاولة استسلام منمقة، تلبس عباءة “السيادة”، لكنها تخفي في جوهرها مشروع إخضاع كامل للبنان .

الخلاصة : السلاح باق ما بقي التهديد

ليس لأن الحزب يعارض الدولة أو يحتكر السلاح، بل لأنه يعتبر أن المقاومة هي درع الوطن في وجه الاحتلال، وهي التعبير الأصدق عن سيادته وكرامته .

وأي محاولة لسحب هذا السلاح تحت الضغط الأمريكي لن تُواجه بالاستجابة، بل بالرفض القاطع، كما عبّرت عنه قيادة المقاومة مرارًا وتكرارًا .

قد يعجبك ايضا