ترجمة خاصة/وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية أن حكومة “بنيامين نتنياهو” لا تملك حتى الآن خطة استراتيجية متكاملة لإدارة الأزمة العسكرية والمدنية في قطاع غزة، رغم دخول الحرب شهرها الثاني والعشرين، وسط مؤشرات متزايدة على الإنهاك والتآكل داخل “الجيش والمجتمع الإسرائيلي”.
وفي تقرير موسّع للصحفي “يوفال أزولاي”، أوضحت الصحيفة أن رئيس أركان جيش الاحتلال “إيال زامير”، يشير بشكل متكرر إلى اقتراب نهاية الحرب، مشيرًا إلى واقع ميداني صعب يتمثل في جنود مرهقين، وانهيار منظومة الاحتياط، ونقص حاد في القوى البشرية.
وبحسب الصحيفة العبرية المهتمة بالشؤون الاقتصادية، فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمضي الآن نحو خيار احتلال قطاع غزة بالكامل وإقامة حكم عسكري فيه، كبديل عن تحقيق أهداف الحرب التي باتت بعيدة المنال.. غير أن هذا الخيار، بحسب “أزولاي”، ستكون له كلفة اقتصادية وأمنية باهظة، تقدّر بعشرات المليارات من الشواكل سنويًا.
وذكر التقرير، أن “غياب تقدير مالي منهجي لتكاليف الاحتلال طويل الأمد للقطاع يجعل من أي رقم من خانتين ينتهي بـ(مليار شيكل) تخمينًا مرجحًا”، مؤكدًا أن تلك الكلفة ستعتمد على مدة الاحتلال، وحجم المسؤولية المدنية التي ستتحملها “إسرائيل” تجاه أكثر من 2.1 مليون فلسطيني يعيشون في غزة.
ومن بين التكاليف التي ستترتب على الاحتلال الإسرائيلي في حال المضي بخيار الاحتلال، أشار التقرير إلى نفقات القوى العاملة من القوات النظامية والاحتياطية المنتشرة في أزقة غزة، وتوفير الغذاء والماء والدواء والخدمات الإنسانية، فضلًا عن التزام قانوني دولي بتوفير المأوى لسكان فقدوا منازلهم بفعل الدمار الواسع الذي خلّفته العمليات العسكرية منذ 7 أكتوبر 2023.
وإلى جانب العبء الاقتصادي، حذر التقرير من التداعيات الأمنية والعسكرية لهذا الخيار، حيث سيؤدي الانشغال الكثيف في غزة إلى تآكل الجاهزية على الجبهتين الشمالية والشرقية المتفجرتين، ما سيجعل الاحتلال الإسرائيلي أمام تهديدات متعددة يصعب التعامل معها بفاعلية.
كما أشار التقرير، إلى أن السيطرة الكاملة على القطاع قد تعني خسائر بشرية جسيمة في صفوف الجنود، وتزيد من تعقيد أزمة الأسرى، خصوصًا في ضوء الفيديوهات الأخيرة التي وثّقت معاناة الأسرى الإسرائيليين “روم بريسلافسكي وإيفاتار ديفيد”، الذين ظهروا في ظروف إنسانية صعبة، وسط جوع شديد ووضع صحي متدهور.