تناول موقع “بارس توداي” الإيراني اليوم الأربعاء الأحداث الحاصلة في السودان واليمن.
وقال الموقع أصبح السودان، الغارق في حرب أهلية، مسرحًا لطموحات الإمارات وتنافساتها، حيث تتشابك فيه الذهب والسلطة والفظائع تشابكًا عميقًا.
يحتل السودان، الذي يربط البحر الأحمر بوسط أفريقيا والشمال بقلب القارة، مفترق طرق استراتيجيًا غنيًا بالموارد الطبيعية، وخاصة الذهب. إلا أن هذه الميزة ذاتها تحولت إلى نقمة، فبدلًا من أن يعمل المستغلون العالميون على إنهاء الصراع الداخلي في السودان، ساهموا في تأجيجه سعيًا وراء مصالحهم الخاصة، ومن بينهم، تُعتبر الإمارات شريكًا رئيسيًا في العديد من الفظائع التي تحدث هناك.
ووفقًا لبارس توداي، حلل مركز أبحاث “مرصاد” مؤخرًا ما أسماه “أزمة المصداقية الدبلوماسية” للإمارات، والتي بلغت ذروتها في السودان. ويشير التقرير إلى أن السياسة الخارجية لأبو ظبي في الآونة الأخيرة مبنية على “مبدأ أمراء الحرب المطيعين” – أي إعطاء الأولوية للعسكريين الأقوياء الموالين على العمليات الديمقراطية والمساءلة المدنية.
وهذا النموذج، الذي رأيناه سابقاً في دعم الإمارات لعبد الفتاح السيسي في مصر وخليفة حفتر في ليبيا، يتكرر الآن في السودان من خلال دعمها لمحمد حمدان دقلو (حميدتي).
كما تطرق معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة والتنافسات الدولية التي تُفاقمها:
“تُعقّد المنافسة الإقليمية والدولية جهود الوساطة. فمن الولايات المتحدة وأوروبا إلى القرن الأفريقي، لدول الخليج وتركيا وروسيا مصالحها في السودان.
وتنظر مصر والسعودية، نظرًا لموقع السودان الجغرافي، إلى الاستقرار على طول البحر الأحمر باعتباره مسألة أمن قومي، وتميلان عمومًا إلى دعم القوات المسلحة السودانية”.
ويُسلّط المعهد الضوء، من خلال تحليله، على الدور المزدوج للإمارات في السودان، وهي دولة مُتّهمة بتأجيج الصراع وإنكار مسؤوليتها.
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2015، نشرت الإمارات وحدات من قوات الدعم السريع لدعم عملياتها العسكرية، مُعزّزة بذلك شبكاتها الخارجية. وفي سعيها للوصول إلى موقع السودان الاستراتيجي واحتياطياته من الذهب، دعمت أبوظبي قوات الدعم السريع حتى في الوقت الذي دعم فيه بعض حلفائها الطرف الآخر. ورغم أن الإمارات تنفي رسميا تقديم أي دعم عسكري أو مالي مباشر لقوات الدعم السريع مقابل الذهب، فإن العديد من التقارير تشير إلى خلاف ذلك – حتى أنها أشارت إلى أن المرتزقة الأجانب، بما في ذلك الكولومبيين، الذين جندتهم شركات إماراتية، انضموا إلى صفوف قوات الدعم السريع في ساحة المعركة.
لا تُمثل الحرب في السودان كارثة إنسانية فحسب، إذ تشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص منذ أبريل 2023 ونزوح حوالي 12 مليون شخص، بل تُمثل أيضًا مصدرًا متزايدًا لعدم الاستقرار الإقليمي. فمع وجود أكثر من 30 مليون شخص، بينهم 16 مليون طفل، يواجه السودان المجاعة والفيضانات وتفشي الكوليرا والصراع المستمر، مما يجعله في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، وفي خضم هذه المعاناة، أصبحت البلاد ساحةً لطموحات الإمارات الدولية، حيث يدفع شعب السودان كل يوم ثمن الأطماع الجيوسياسية للآخرين.