المصدر الأول لاخبار اليمن

تهديد “إسرائيل” باحتلال قطاع غزة كاملًا مغامرة تُثير الانقسام في تل أبيب

تقرير | وكالة الصحافة اليمنية:

ثلاث ساعات كانت كافية لدى من يسمى برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو؛ لاتخاذ قرار بالمضي نحو احتلال قطاع غزة كاملًا، بعد مشاورات أمنية عقدها مع عدد من الوزراء والمسؤولين العسكريين.

الخطة الإسرائيلية بتطويق غزة والمخيمات الوسطى في القطاع، خلقت حالة من الجدل بين القيادات الإسرائيلية، حيث يسيطر الخوف من هذه المهمة على تلك القيادات خاصة مع فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه التي أعلن عنها بعد “طوفان الأقصى” 2023.

احتلال القطاع، صوريًا يأتي لغرض استعادة الأسرى، وهزيمة حماس بحسب التبريرات الإسرائيلية، النوايا السوداء للاحتلال هي مضاعفة ارتكاب جرائم الإبادة بموافقة أمريكية، فـ “نتنياهو” لا يلقي بالًا للأسرى الصهاينة ويستعد للتضحية بهم، مقابل تهجير سكان غزة، وقتلهم قبل كل ذلك.

 المخاوف الإسرائيلية من خطة احتلال كامل القطاع، هي نتاج خسائر متراكمة حتى اليوم، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام وسرايا القدس من توجيه ضربات قاتلة لجنود الاحتلال من خلال الكمائن المركبة والنوعية واستخدام العبوات الناسفة والقذائف التي تخرج دباباتهم عن الخدمة وتدمر بشكل شبه كلي، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية، التي لحقت بالكيان.

هيئة البث الإسرائيلية، نقلت عن مصادر مقربة من نتنياهو أنه قرر توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة لتشمل كل المناطق بما فيها تلك التي يمكن أن يوجد بها الأسرى.

وأضافت المصادر أن نتنياهو اتخذ القرار رغم من معارضة رئيس الأركان، وأن رئيس الوزراء حصل على ضوء أخضر من ترمب.

 

أبعاد عسكرية وسياسية

 

التصريحات التي أصدرها رئيس وزراء الاحتلال، تحمل أبعادًا عسكرية وسياسية وإنسانية معقدة ومترابطة، المرحلة الأهم في الخطة هي دخول جيش الاحتلال إلى كل شبر في القطاع، وتأمينه بحسب المخطط، رغم أن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، حذر بشكل صريح من أن السيطرة على القطاع، ستورط جنودهم، في حرب استنزاف طويلة، وتعرض حياة ما تبقى من الأسرى للخطر، وسيضاعف هذا المخطط من العبء على قواتهم، بدلًا من ذلك رأي “رئيس الأركان” أن من الأفضل – وسط المقاومة الشرسة – هو تطويق مناطق محددة للضغط على المقاومة، ومن ثم الدخول في مفاوضات من موقع أفضل مما هو حاصل حاليًا.

 وبالنظر إلى التكلفة البشرية والمادية، فإن جيش الاحتلال أكد أن تنفيذ مخطط السيطرة على قطاع غزة يحتاج إلى أكثر من ثلاثة أشهر مع عامين إضافيين لتدمير الأنفاق، وكل هذا يعني فقدان المزيد من جنودهم، إضافة إلى أن القطاع يضم ما يقارب مليونين ونصف من السكان، وهذا في حد ذاته يُمثل عبئًا لوجستيًا وإداريًا هائلاً.

من جهة ثانية يرى محللون أن نتنياهو يُهدد باحتلال غزة؛ لإرضاء شركائه في الائتلاف الحكومي من اليمين المتطرف، وللضغط على حماس والجهاد في مفاوضات الأسرى، ولتحسين موقفه السياسي الداخلي، ضاربًا بالتحذيرات من الفشل أو الخسائر عبر الحائط.

 

كارثة إنسانية ومذابح جماعية

 

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان، أكد أن تنفيذ مخطط “إسرائيل” باحتلال كامل قطاع غزة، سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة، ومذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين، وفرض حصار مطبق عليهم، ما يفاقم من منع دخول المساعدات الغذائية، بشكل نهائي، وبالنظر إلى موقف أهالي الأسرى الصهاينة من قرار “نتنياهو” فإنهم يرون أن ذلك بمثابة حكم بالإعدام على ذويهم.

تمثل تصريحات نتنياهو جزء من استراتيجية سياسية تهدف إلى تحقيق أهداف داخلية، لكنها تصطدم بواقع عسكري معقد وتحذيرات من عواقب إنسانية وخيمة، بالإضافة إلى انقسام داخلي عميق حول جدوى وخطورة هذه الخطوة.

القناة 12 العبرية كشفت أن “إسرائيل” انقلبت على المفاوضات بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاق مع المقاومة، وقالت القناة إن “إسرائيل” انسحبت بشكل مفاجئ من المفاوضات دون مبررات واضحة. وأوضحت القناة على أن حماس لم تضع شروطًا مستحيلة، مضيفة أن الفجوات بين الطرفين لم تكن حقيقية لدرجة تؤدي لانهيار المفاوضات.

 

الموقف الأمريكي يُساند الاحتلال

 

يبدو أن الموقف الأمريكي تجاه الخطة الإسرائيلية باحتلال كامل القطاع، يؤيد هذا التوجه، فالرئيس الأمريكي ترامب قال إن “احتلال قطاع غزة بأكمله أمر متروك لإسرائيل”، وأضاف ترامب – ردًا على سؤال من قبل الصحفيين حول دعمه لـ”احتلال إسرائيل لغزة”: “لا أعرف ما هو المقترح، أعلم أننا موجودون هناك الآن لإطعام الناس”.

تصريح ترمب بهذا الخصوص أثار جدلًا لدى مراقبي الوضع، فالبعض قال إن تصريحات الرئيس الأمريكي، تُساند “إسرائيل” وتمنحها الضوء الأخضر لتكثيف هجماتها العسكرية في القطاع، بينما يرى آخرون أن الهدف من هذه التصريحات بما فيها اعتزام جيش الاحتلال احتلال غزة بشكل كامل، تهدف إلى الضغط على حماس والمقاومة حتى تنهار تحت الضغط العسكري والدبلوماسي وترضخ للتسليم، وهو ما يبدو مستحيلًا.

لكن الخبراء اتفقوا على أن التصريحات تعني بوضوح لا لبس فيه “دعم شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين الذي يدعون لتصعيد الحرب والسيطرة على غزة وطرد سكانها من خلال «الهجرة الطوعية» وإعادة بناء المستوطنات التي تم تفكيكيها بعد انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2005”.

 

موقف عربي وحيد

 

الموقف العربي المخزي من التهديد الإسرائيلي باحتلال كامل قطاع غزة عوض عنه الموقف اليمني، ففي كلمته الأسبوعية حول آخر المستجدات في غزة والمنطق، حذر السيد عبد الملك الحوثي، من أن مضي الاحتلال في تنفيذ هذا القرار له كلفته وخسائره الباهظة والكبيرة، مشيرًا الى أن تردد العدو في الإقدام على هذه الخطوة هو حساباته للكلفة الباهظة التي هو موقن بها.

وأضاف الحوثي: “العدو الإسرائيلي يقول إنه حصل على إذن من الأمريكي للتصعيد في قطاع غزة، ومعنى ذلك استمرار كل أشكال الدعم الأمريكي للعدو”، مبينًا أن أي تصعيد صهيوني في قطاع غزة سيفشل، وإن ارتكب الجرائم الكبيرة، لكنها لن تحقق النتيجة التي يسعى للوصول إليها

وتابع قائلًا : العدو الإسرائيلي سيفشل في تثبيت احتلاله وسيطرته التامة على قطاع غزة، ولن يحسم المعركة بإذن الله، فوضع “الجيش الإسرائيلي” مهزوز بعد أن تكبد الخسائر الكبيرة نتيجة العدوان على قطاع غزة.

وأوضح أن أقدم العدو الإسرائيلي على محاولة احتلال كامل قطاع غزة فهو يثبت من جهة أخرى بأنه لم يعد يكترث إطلاقًا لمصير أسراه الذين يتضررون بالتجويع كغيرهم من بقية الناس في قطاع غزة.

قد يعجبك ايضا