تحشد قيادة القوات السعودية الآلاف من المجندين الموالين لها في “درع الوطن”، إلى مديرية العبر بمحافظة حضرموت، في ظل تصاعد حدة التوتر بعد سيطرة قوات الانتقالي الممولة من الإمارات على مديريات وادي حضرموت النفطية، مطلع ديسمبر الجاري.
وجهزت السعودية قرابة 20 ألف مسلح من “درع الوطن” التي جرى تشكيلها من الجماعات السلفية مطلع العام 2023، بقرار من “رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي”، باتجاه معسكر ومواقع “اللواء 37 “، بالخشعة التي لا زالت تحت سيطرة قوات الانتقالي، وفق ما نقلته ” صحيفة الغارديان البريطانية”، مع وصول محاولات إخراجها بالطرق السلمية إلى طريق مسدود، خلال الأيام الماضية.
كما استدعت السعودية وفق مصادر مطلعة، عدد من الضباط الموالين لها من جبهة نجران إلى العبر لتكليفهم بمهام عسكرية جديدة وتعينهم في مناصب قيادية ضمن التحشيدات والتعزيزات المتسارعة، التي تشرف عليها قيادات عسكرية في محور نجران.
وتأتي هذه التحركات المكثفة بعد تجميع القوات التي غادرت معسكرات “المنطقة العسكرية الأولى” في سيئون، تحت إشراف رئيس الأركان “صغير بن عزيز”، داخل معسكر الرويك الاستراتيجي، الواقع على بعد قرابة 60 كم شمال منطقة صافر باتجاه العبر، وسط أنباء عن استعدادات عسكرية غير مسبوقة داخل المعسكر، لشن عملية عسكرية ضد قوات الانتقالي بوادي حضرموت في حال عدم انسحابها.
ويتمتع معسكر الرويك الذي يحتضن قوات من “درع الوطن”، ومن مجندي المنطقة الأولى، بأهمية استراتيجية كبيرة، حيث يحتوي على مخازن استراتيجية للقوات الموالية للسعودية داخل الجبال تم استحداثها خلال الفترة بين 2020 و2023، وتجهيزات عسكرية للقوات المتواجدة في المعسكر، استعدادا لأي تطور ميداني باتجاه وادي حضرموت.
وتترجح مصادر مطلعة، إمكانية شن القوات الموالية للسعودية عملية عسكرية باتجاه مناطق الوادي، لا سيما بعد تعرض آلية تابعة لقوات الانتقالي “العمالقة” التابعة للإمارات في موقع خشم العين بمديرية العبر أمس الجمعة لقصف جوي بواسطة طائرة مسيرة للقوات الموالية للسعودية، أدى إلى إصابة أحد المجندين وفق اعتراف ناطق قوات الانتقالي، مع استمرار الطلعات الجوية لسلاح الجو السعودي الذي يرافق انتشار القوات الموالية للرياض “درع الوطن” في العبر.
وترفض القوات الموالية للإمارات الخروج من معسكر الخشعة الاستراتيجي وبقية المواقع العسكرية التي سيطرت عليها في مديريات الوادي، الأمر الذي يحتمل أن تذهب المنطقة إلى التصعيد المسلح بين الفصائل التابعة للإمارات والسعودية بما فيها التي تنتمي للتيارات السلفية المتطرفة.
وتظهر التحركات العسكرية السعودية المكثفة بأهمية مغادرة القوات الموالية للإمارات مديريات وادي حضرموت باعتبارها العمق الاستراتيجي لها، التي يبدو أن هناك خيارين لا ثالث لهما أمام قيادة القوات السعودية، إما انسحاب قوات الانتقالي سلما، أو المواجهة العسكرية لاستعادة نفوذها في حضرموت، الأمر الذي يجعل من مديريات الوادي على حافة مواجهات عسكرية، باعتبارها متمردة على ما يسمى رئيس “مجلس القيادة”، العليمي الذي يقود حراكا سياسيا ضد الانتقالي، لدى سفراء الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وكذلك لدى أمين عام مجلس دول التعاون الخليجي،، وخروج الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، نهاية الماضي الذي اعتبر، إجراءات الانتقالي أحادية الجانب، لن تمهد لطريق السلام.