أكد مركز معلومات فلسطين “معطى”، اليوم السبت، أن النظام الصحي في قطاع غزة يعيش حالة انهيار غير مسبوقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، مشيراً إلى أنّ المستشفيات والمراكز الطبية تعمل تحت ضغط هائل وبإمكانات شبه معدومة.
وأوضح المركز، في تقرير إحصائي يغطي الفترة من 7 أكتوبر 2023 حتى 14 أغسطس 2025، أنّ حصيلة الشهداء من الكوادر الطبية بلغت 1590 شهيداً، بينهم 157 طبيباً.
كما أشار إلى أنّ 15 مستشفى فقط من أصل 38 ما زالت تعمل، إضافة إلى 40 غرفة عمليات من أصل 110 و67 مركز رعاية أولية من أصل 157، في حين تجاوز معدل إشغال المستشفيات200%.
وأضاف التقرير أن المنظومة الصحية في القطاع تواجه “انهياراً شبه كامل” بسبب الحصار المفروض، الذي يمنع دخول المعدات الطبية والوقود والأدوية، فضلاً عن العرقلة المتكررة لتحويل الحالات الحرجة للعلاج خارج غزة.
وبحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن أكثر من 70% من المرافق الصحية خرجت عن الخدمة بفعل القصف المباشر أو نفاد الموارد، فيما يحتاج عشرات الآلاف من الجرحى للعلاج العاجل خارج القطاع، معظمهم من الأطفال والنساء ومرضى السرطان والأمراض المزمنة.
وتفرض سلطات الاحتلال قيوداً مشددة على سفر المرضى عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، وغالباً ما تماطل في إصدار التصاريح أو ترفضها دون مبرر، ما يؤدي إلى تدهور حالة المرضى أو وفاتهم.
من جانبه، قال مدير مجمع الشفاء الطبي إن ما يدخل من أدوية وإمدادات طبية إلى القطاع “لا يشكّل سوى 5% من الاحتياجات الفعلية”، مؤكداً أن العديد من الجرحى والمرضى يصابون بالتهابات حادة بسبب نقص الأدوية وسوء التغذية الناتج عن الحصار.
وفي السياق ذاته، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة استشهاد المتطوع سليم صبحي السواركة (28 عاماً) من فرع الوسطى، بعد استهداف قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين أثناء زيارته لأقاربه شمال غزة، ليرتفع عدد شهداء الجمعية إلى 54 شهيداً منذ بدء العدوان.
كما أوضح المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى أنّ الطواقم الطبية استقبلت في الأيام الأخيرة عدداً كبيراً من الإصابات البالغة، بينها إصابات في الرأس وحالات مبتوري أطراف، في وقت تعاني فيه المستشفى والمرافق الصحية الأخرى من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، ما يعوق تقديم العلاج اللازم للمرضى والجرحى.
ويحذّر أطباء ومنظمات إنسانية من أنّ استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة صحية كبرى، قد تؤدي إلى ارتفاع أعداد الوفيات بشكل مضاعف في ظل انعدام القدرة على الاستجابة الطبية وتفاقم الأوبئة داخل مراكز الإيواء والمستشفيات.