المصدر الأول لاخبار اليمن

سياسات نتنياهو وحرب غزة تحدث تصدعاً في تحالف الاحتلال بالغرب

وكالات | وكالة الصحافة اليمنية

شهدت العلاقات التقليدية بين كيان الاحتلال الاسرائيلي وعدد من حلفائها الغربيين، فرنسا وأستراليا ونيوزيلندا، تدهوراً ملحوظاً، كاشفة عن تصدّع حقيقي في تحالف دام عقوداً. هذا التوتر المتصاعد يأتي على خلفية جرائم حرب الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي وسياسات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي دفعت ببعض القادة الغربيين إلى إعادة تقييم علاقة بلدانهم مع الكيان.

يشير مراقبون إلى أن حرب غزة كانت بمثابة نقطة تحول حاسمة، حيث أدت مستويات الدمار والضحايا المدنيين غير المسبوقة إلى ضغط شعبي هائل على الحكومات الغربية. هذا الضغط دفع قادة مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إلى اتخاذ مواقف أكثر نقدية تجاه الحكومة الإسرائيلية، وإبداء نيتهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

في المقابل، ردّ نتنياهو على هذه الانتقادات بأسلوب تصادمي، متهماً حلفاءه بـ”تغذية معاداة السامية” أو بـ”الخيانة”، وهو ما وصفته الرئاسة الفرنسية بأنه تصريحات “دنيئة ومبنية على مغالطات”. وقد أدى هذا الأسلوب إلى نتائج عكسية، حيث أصبح القادة الغربيون يعتبرونه “ابتزازاً سياسياً” يدفعهم للتعبير عن مواقف أكثر جرأة.

تاريخياً، كان التحالف الغربي مع إسرائيل قائماً على أسس أخلاقية وسياسية، بدءاً من الشعور بالذنب الغربي تجاه اليهود بعد المحرقة، ثم تطور إلى تحالف استراتيجي عميق بعد عام 1967، حيث أصبحت إسرائيل شريكاً أمنياً رئيسياً. وقد حافظت إسرائيل على هذا الدعم من خلال عدة استراتيجيات، مثل ربط الصراع الفلسطيني بـ”الإرهاب العالمي” واستخدام اتهام “معاداة السامية” ضد أي انتقاد.

لكن الوضع اليوم يختلف. فمع تزايد الوعي الشعبي الغربي بما يحدث في غزة، وتولي جيل جديد من القادة لا يحمل نفس الثقل العاطفي لإرث الحرب العالمية الثانية، بدأت هذه الاستراتيجيات تفقد فعاليتها. لم يعد الغرب قادراً على تحمل التكلفة السياسية والأخلاقية لسلوك “إسرائيل”.

بينما لا يتوقع الخبراء تفككاً كاملاً للتحالف، يرجحون تحولاً في طبيعته. قد تتحول العلاقة من “عاطفية” قائمة على الدعم غير المشروط إلى “وظيفية” تعتمد على المصالح المتبادلة. هذا يعني أن التعاون العسكري والاستخباراتي قد يستمر، بينما سيتراجع الدعم السياسي والدبلوماسي.

قد يؤدي هذا التغيير إلى ظهور كتلة دولية جديدة بقيادة دول مثل فرنسا وأستراليا وإسبانيا، تمارس ضغطاً سياسياً على الكيان الإسرائيلي، مما يمنح الفلسطينيين قوة تفاوضية جديدة لم تكن متاحة لهم في السابق. في نهاية المطاف، يكشف هذا التوتر عن أن الاحتلال، وتحت قيادة نتنياهو، قد بدأ تخسر مكانته “كـالطفل المدلل للغرب” التي احتكرها لعقود.

قد يعجبك ايضا