المصدر الأول لاخبار اليمن

فلسطين تكشف ازدواجية المعايير الدولية في ظل حرب الإبادة الصهيو-نازية

فلسطين المحتلة | وكالة الصحافة اليمنية

تشهد الساحة الفلسطينية سردية متكاملة تتشابك فيها خيوط التاريخ مع مرارة الحاضر، لتكشف عن تناقضات العالم وضميره الغائب. فبينما يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب، يعيش الشعب الفلسطيني في قلب عاصفة إرهابية لا تهدأ، تُمارسها حكومة الاحتلال. هذه الأحداث لا يمكن اختزالها في مجرد بيانات، بل هي حكاية إنسانية عميقة تُعري المسؤوليات وتُظهر حقائق صادمة.

غزة: مسرح الإبادة في يوم إحياء الذكرى

في هذا اليوم الذي كان من المفترض أن يكون تخليداً لذكرى ضحايا الإرهاب، يقدم قطاع غزة لوحة مأساوية تُظهر أن الإرهاب لا يزال حياً، بل ويُمارس على نطاق واسع. إن الأرقام الصادرة عن حركة المقاومة الإسلامية حماس ليست مجرد إحصائيات باردة، وإنما دموع ودماء وقصص لا تُنسى. أكثر من 62 ألف شهيد و160 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، خلال أكثر من 685 يوماً من العدوان، هو ما يجعل هذا اليوم شاهداً على الفشل الدولي في حماية شعبٍ أعزل.

تظهر حماس في بيانها أن الاحتفال بهذا اليوم يضع على عاتق الأمم المتحدة مسؤولية أخلاقية وقانونية لمواجهة إرهاب الاحتلال. مشيرة إلى أن تحقيق شعار “إجلال ضحايا الإرهاب” لن يكون ممكناً إلا بإنهاء الاحتلال الذي هو منبع الإرهاب، ومحاكمة قادته الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء. منوهة بإن ما يحدث ليس مجرد عدوان، بل هو حرب إبادة وتجويع تُمارس بدعم وتخاذل دولي، ما يُشير إلى سياسة ازدواجية المعايير التي تُعامل الضحايا الفلسطينيين كأرقامٍ تُنسى، بينما يُنظر للجلاد على أنه شريك يستحق الدعم.

الأقصى.. امتداد تاريخي للوجود المهدد

في سياق متصل، وفي ذكرى إحراق المسجد الأقصى قبل 56 عاماً، تقدم حركة الجهاد الإسلامي رؤية عميقة للوضع الراهن. تُظهر هذه الرؤية أن ما حدث في الماضي لم يكن حادثة عابرة، بل كان بداية لعملية ممنهجة لتهديد الوجود الفلسطيني بأكمله. مشيرة إلى أن فشل الأمة العربية والإسلامية في التحرك بمسؤولية تاريخية حينها هو ما أفسح المجال لتوسع دائرة العدوان، ليصل الأمر إلى ما نراه اليوم من إعلان عن أوهام “إسرائيل الكبرى” من قبل قادة الاحتلال الذين تلاحقهم المحكمة الجنائية الدولية.

ونوهت بأن هذا الربط بين حرق الأقصى والعدوان المستمر على غزة والضفة الغربية والقدس يؤكد أن القضية ليست مجرد قضية محلية، بل هي قضية الأمة بأسرها. مشددة على أن حماية الأقصى هي جزء لا يتجزأ من حماية الوجود الفلسطيني، وكل اعتداء على جزء منها هو اعتداء على الكل.

دعوة إلى العدالة واستعادة الضمير

وفي خضم هذه الأحداث، تتصاعد دعوات من المقاومة الفلسطينية للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بأن يكون هذا اليوم فرصة لاستذكار ضحايا الإرهاب الصهيوني، ورفع الصوت عالياً لوقف العدوان والإبادة والتجويع. مؤكدة أن هذه الدعوة تذكير بمسؤولية العالم في مواجهة الظلم، وتأكيد على أن العدالة لن تتحقق إلا بانتصار الإرادة الفلسطينية على السرديات المضللة. ذلك أن اللحظة التاريخية الحقيقة هي تلك التي يظهر فيها بوضوح أن العدل الحقيقي لا يُولد من التصريحات، وإنما من الأفعال التي تُنهي الاحتلال وتُحاكم مرتكبيه.

 

قد يعجبك ايضا