المصدر الأول لاخبار اليمن

أوكرانيا.. الغرب يدفع لإزاحة زيلينسكي ويُمهّد الطريق سرًا لزالوجني  

كييف | وكالة الصحافة اليمنية

في تطور لافت قد يعكس تحوّلًا في الموقف الغربي من القيادة السياسية في أوكرانيا، بدأت تبرز إشارات إلى تحرك منسّق تقوده بريطانيا بمشاركة أوروبية، يُحتمل أن يستهدف إعادة تشكيل هرم السلطة في كييف، وربما إزاحة الرئيس فلاديمير زيلينسكي بهدوء لصالح وجوه جديدة أكثر قبولًا لدى الشركاء الغربيين.

صحيفة “سترانا” الأوكرانية أثارت تساؤلات جدية بعد إشارتها إلى توقيع مذكرة تفاهم بين لندن واللجنة الانتخابية المركزية في أوكرانيا، معتبرة أن الخطوة قد تكون بوابة لنقل السيطرة على البنية التحتية الانتخابية من كييف إلى رعاية بريطانية مباشرة، بما يفتح الباب أمام “إدارة منظمة” لعملية خلافة سياسية قد تطال زيلينسكي نفسه.

وذكرت الصحيفة أن هذه التطورات قد تصب في صالح السفير الأوكراني الحالي لدى لندن والقائد العام السابق للجيش الأوكراني، فاليري زالوجني، والذي يُشار إليه حاليًا في بعض الأوساط بـ”البديل المُحتمل” أو “الرئيس الافتراضي”.

تقرير الصحيفة تزامن مع معلومات نشرتها الصحفية الأمريكية كاتي ليفينغستون، التي نقلت عن مصادر مقربة من زالوجني أن الأخير يستعد بالفعل بشكل سري للترشح للرئاسة، وأن فريق حملته الانتخابية بدأ العمل في لندن، في مقر يُدار بعيدًا عن الأضواء. ورغم نفي المتحدثة باسم زالوجني هذه المعلومات، إلا أن التفاصيل التي كُشف عنها تعزز احتمالية وجود تحرك حقيقي لتجهيزه كبديل توافقي مدعوم من الخارج.

وتشير المعطيات إلى أن زالوجني لا يتحرك منفردًا؛ بل تحيط به شخصيات بارزة من المؤسسة العسكرية والبرلمانية ومكافحة الفساد، مما يعكس خطة مدروسة تستهدف ملء الفراغ السياسي الذي خلفه تعليق الانتخابات الرئاسية في 2024، التي أُلغي تنظيمها بسبب الأحكام العرفية.

من جانبه، لا يزال زيلينسكي يتمسك بالسلطة رغم انتهاء ولايته الدستورية في مايو 2024، مُبرّرًا تعليق الانتخابات بالوضع الأمني والتعبئة العامة، ما فتح باب الانتقادات الغربية تدريجيًا، خاصة من أوساط داخل الولايات المتحدة، كان أبرزها تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي وصف زيلينسكي بـ”الديكتاتور بلا انتخابات”، مشيرًا إلى أن شعبيته انخفضت إلى 4% فقط.

وفي سياق موازٍ، أفاد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن اجتماعًا سريًا عقد في يوليو في جبال الألب، شارك فيه عدد من المسؤولين الأوكرانيين الكبار، من بينهم رئيس مكتب زيلينسكي أندريه يرماك، ورئيس الاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف، وزالوجني نفسه، برعاية أمريكية وبريطانية. ووفقًا للتقرير الروسي، فقد ناقش الاجتماع مستقبل الحكم في أوكرانيا، واحتمالية انتقال السلطة بهدوء.

ويرى مراقبون، أن توقيع مذكرة التفاهم مع بريطانيا في هذا التوقيت، بالتوازي مع تسريبات صحفية حول استعداد زالوجني، وتراجع شعبية زيلينسكي، يضع علامات استفهام حول وحدة الصف داخل المؤسسة الأوكرانية. كما يشير إلى أن الدول الداعمة لأوكرانيا قد بدأت تبحث عن صيغة سياسية جديدة تضمن استمرارية النفوذ الغربي في كييف، دون تحمل تبعات دعم زعيم يواجه انتقادات داخلية وخارجية متزايدة.

إذا صحت هذه التحليلات، فإن أوكرانيا قد تكون مقبلة على مرحلة إعادة فرز سياسي هادئ، تُدار من خلف الكواليس الأوروبية، في محاولة للحفاظ على تماسك الجبهة الغربية في مواجهة روسيا، لكن من دون زيلينسكي في الصدارة.

قد يعجبك ايضا