المصدر الأول لاخبار اليمن

تحليل عسكري: هكذا قلبت قوات صنعاء موازين القوة في مواجهة “الجهل الإسرائيلي”

تحليل | وكالة الصحافة اليمنية

 

يكشف الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للمواقع المدنية في صنعاء عن حالة من العجز والارتباك، وفشلها الاستخباراتي في الوصول إلى الأهداف العسكرية والاستراتيجية لقوات صنعاء.

وفي هذا الشأن يرى الخبير العسكري والاستراتيجي في قوات صنعاء العميد الركن عبد السلام سفيان، في هذا السلوك دليلاً على أن الكيان الصهيوني “فُوجئ” من اللحظة الأولى التي أدرك فيها أن اليمن سيخوض المواجهة.

ولفت العميد سفيان هذا الفشل في تحديد الأهداف العسكرية لا ينبع من جهل استخباري، بل من استراتيجية دفاعية محكمة تبنتها قوات صنعاء منذ اللحظات الأولى لـ “التحول في اليمن”، والتي قامت على بناء القدرات العسكرية بطريقة تجعل من المستحيل على أي عدو الوصول إليها، مستفيدةً من “الجغرافية المعقدة في اليمن”.

ومع تصاعدت وتيرة المواجهة بين قوات صنعاء والكيان الصهيوني، نقف هنا، مع خطا قيادي في قوات صنعاء يرسم معالم مرحلة جديدة من الصراع، ويكشف حقائق مؤلمة وتحديداً فيما يتعلق بـ”الخيانات العربية” التي اصطفت مع الكيان في لحظة تاريخية فارقة.

 

موازين القوى في مواجهة “الجهاد”

بينما يرى البعض أن دخول صنعاء في مواجهة مع الكيان الصهيوني اسنادا لغزة هو مغامرة غير محسوبة، خاصة في ظل التفاوت الواضح في القدرات العسكرية، يرفض العميد الركن عبد السلام سفيان، الخبير العسكري والاستراتيجي في قوات صنعاء، هذه الحجة رفضاً قاطعاً، ويرى أن “المعركة بين الحق والباطل لا تتطلب موازين قوة على الإطلاق”، وأن النصر ليس مرهوناً بالأرقام أو الإمكانيات المادية، بل هو “بيد الله” ومحكوم بـ “الإصرار والثبات”.

ويؤكد العميد سفيان، أن قوات صنعاء لم تكتف بالثبات وحده، بل أعدت ما استطاعت من قوة، وهي قدرات يصفها بـ “الكبيرة” والتي أظهرت فاعليتها وتأثيرها في معركة البحر الأحمر، حيث أجبرت “قوى عظمى” وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا على التراجع والانكفاء.

ويذهب الخبير العسكري، إلى أبعد من ذلك، مبيناً أن هذه القدرات هي التي سمحت بفرض شروط على قوى دولية، وليس العكس، وأن الكيان الإسرائيلي لم يتردد في شن عدوانه إلا لعدم قدرته على حسم المعركة مع اليمن.

 

دفاعاً عن القيم الإنسانية

اعتبر الخبير العسكري اليمني العميد عبدالكريم سفيان أن الأثمان الباهظة التي تدفعها صنعاء هي جزء من “الجهاد” الذي اختاره اليمنيون دفاعاً عن قضية “أمتهم” و”إنسانيتهم”، لافتًا إلى أن هذا الموقف، الذي قد يبدو مغامرة في نظر البعض، هو الذي “يحفظ للعالم كل هذا المعنى” ويدحض فكرة أن “ضمير” البشرية قد مات.

العميد سفيان شدد على أن اليمنيين يدركون أن هذا الموقف يتطلب “أثماناً” هم “مستعدون لها بكل تأكيد وبكل رضاء”، وأن الخروج الشعبي في المسيرات يؤكد على هذا الاستعداد.

واختتم الخبير العسكري حديثه بالتأكيد على أن اليمنيين، من خلال هذا الموقف، “يقيمون الحجة” على الأمة كلها، ويعيدون لليمن “مجدها” و”قيمها”، في وقت اختار فيه الآخرون التخاذل عن غزة وقضايا الأمة.

 

من الدفاع إلى الهجوم النوعي

وفي هذا الشأن، يكشف العميد سفيان عن استراتيجية عسكرية متطورة، بعيدة عن ردود الفعل اللحظية، بل تدار “بحسابات دقيقة وبحسابات المستقبل”، وتأتي العمليات العسكرية، وعلى رأسها إطلاق الصاروخ الانشطاري، لتؤكد هذا التوجه.

إنه سلاح نوعي كما وصفه الخبير العسكري والاستراتيجي في قوات صنعاء العميد الركن عبد السلام سفيان، بأنه “سيغير كثير من المعادلات”، ويجبر 3-4 مليون صهيوني على الدخول إلى الملاجئ، معطّلاً حركة الملاحة الجوية والبحرية، موضحًا أن هذا التكتيك لا يهدف إلى إحداث دمار واسع، بل إلى ضرب “ركيزة الأمن” لدى الكيان، وهي الركيزة التي يعتبرها سفيان حجر الزاوية في وجوده.

في المقابل، يصور العميد سفيان قصف الكيان الصهيوني للأهداف المدنية، كمحطات النفط والمقرات الرئاسية، كفعل يائس يهدف إلى “الترويج الإعلامي” لتغطية “حالة الفشل” التي يعيشها. مدلّلاً على ذلك بالصبر والصمود الذي يتحلى به الشعب اليمني، الذي “لا يأبه” للانفجارات ويواصل حياته الطبيعية، في تناقض صارخ مع حالة “الارتباك” التي تعصف بالكيان.

 

جوهر الموقف اليمني

يذهب تحليل الخبير العسكري اليمني، إلى ما هو أعمق من المعركة العسكرية، إذ يصف الموقف اليمني بأنه نابع من “روح التاريخ وروح الأرض” و”قضية عادلة” يقاتلون من أجلها، معتبرًا أن هذا الموقف، الذي وضع اليمن في مواجهة عالمية، هو بمثابة “اختيار إلهي” و “تكليف إلهي” للدفاع عن “مقدسات الأمة” و”جزء من أبناء شعبنا”.

كما يوضح سفيان أن الموقف اليمني ليس مجرد دعم عسكري، بل هو “إقامة حجة على الأمة كلها”، وعلى “الإنسانية كلها”، مؤكداً أن الحضور الشعبي الهائل في المسيرات المليونية في في الساحات والميادين بصنعاء والمحافظات اليمنية الواقعة تحت سلط حكومة صنعا، ليس إلا “استجابة لله” و “جهاداً في سبيله” ونصرة المستضعفين في غزة واسناد المقاومة.

ويقارن بين قيم اليمنيين، الذين يتطلعون إلى “العزة والكرامة” حتى لو أكلوا التراب، وبين الكيان الذي جاء “ليغتصب أرضاً”.

 

رفض المساومة والثبات على المبدأ

وفي سياق كشفه عن الحقائق، يؤكد  العميد سفيان، أن ثبات الموقف اليمني لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة رفض قاطع للمساومة على القضية الفلسطينية، كاشفًا عن عروض “مجزية” قُدمت للقيادة اليمنية مقابل التخلي عن إسناد غزة، والتي قوبلت بالرفض لأنها تعتبره تخلّياً عن “الدين الذي ندين به” و”الإيمان الذي نتمسك به”، في موقف يراه العميد سفيان، هو ما يعيد لليمن “مجدها وحضارتها وإنسانيتها وأخلاقها ومبادئها”.

ويختتم العميد سفيان تحليله بالتأكيد على أن اليمن ماضٍ في خيارات “أوسع” و”بثبات أكبر”، غير آبه بالضغوط أو محاولات إضعاف الجبهة الداخلية.

ويشير إلى أن “الجهل” بحقيقة هذا الشعب وإيمانه هو ما يمنع أعداءه من فهمه، وأن الكيان الصهيوني “ما زال يعجز على فهم اليمنيين”، و هو ما يجعل اليمن في موقفه الثابت يشكل “معضلة حقيقية أمام “الكيان الصهيوني” ومن ورائه أمريكا والغرب.

قد يعجبك ايضا