في عملية نوعية متزامنة، نفذت قوات صنعاء اليوم هجوماً واسعاً استهدف مواقع عسكرية وحيوية داخل فلسطين المحتلة، مستخدمة أربع طائرات مسيّرة ، إلى جانب عملية بحرية ضد سفينة “إسرائيلية” في البحر الأحمر ما يجعل هذه العملية مختلفة عن سابقاتها من حيث اختيار وشمولية الاهداف .
هذا التحرك العسكري يعكس انتقال صنعاء إلى مرحلة جديدة من التصعيد، مع كيان الاحتلال “الاسرائيلي” خصوصا بعد الاغتيال لرئيس وزراء حكومة صنعاء مع عدد من رفاقه الخميس الماضي .
ملامح هذا التصعيد يتضح في انتقال صنعاء في عملياتها العسكرية الى استهداف مراكز سيادية أعمق الى جانب المواقع الحيوية ومنها هيئة الاركان في كيان الاحتلال بالتزامن مع عملياتها البحرية ضد السفن “الاسرائيلية” في آن واحد بما يؤشر على صياغة معادلة ردع أشمل وأقوى.
تكامل الضربات الجوية والبحرية
أحد أبرز ما يميز عملية صنعاء اليوم هو أنها جمعت بين الهجمات الجوية عبر الطائرات المسيّرة والضربة البحرية ضد السفينة “الإسرائيلية” في البحر الأحمر، هذا التكامل يفتح صفحة جديدة في المواجهة، إذ لم يعد الكيان “الاسرائيلي” يواجه تهديداً من اتجاه واحد، بل من مسرحين متوازيين من الجو ومن البحر هذا يضاعف الضغط العسكري والاقتصادي في آن واحد، وهو ما يشكل تحدياً مركباً لم تواجهه “تل ابيب ” من قبل .
عملية اليوم لم تكن فقط عملاً عسكرياً واسعاً، بل حملت في جوهرها رسالة واضحة: أن أي تصعيد من قبل الكيان “الإسرائيلي” ضد اليمن، سواء عبر الاغتيالات أو الضربات، لن ينجح في زعزعة موقف صنعاء أو ثنيها عن مساندة غزة ، على العكس سيدفع صنعاء لمزيد من التصعيد ضد كيان الاحتلال الاسرائيلي .
الرسالة الاخرى لـ”تل ابيب ” هي أن سياسة الاغتيالات ستأتي بنتائج عكسية تماماً، إذ ستدفع صنعاء إلى توسيع بنك الأهداف وتعميق ضرباتها في الداخل “الإسرائيلي”، وستكون النتيجة الحتمية أن الكيان سيدفع ثمناً باهظاً لأي مغامرة جديدة .
بهذا المعنى، تحولت العملية إلى إعلان صريح بأن الموقف اليمني المساند لغزة ثابت وغير قابل للمساومة، وأن استهداف قيادته لن يضعفه بل سيزيده إصراراً على المضي في خط المواجهة حتى النهاية .