الدب الروسي والتنين الصيني يتبادلان الود.. وواشنطن ترفع راية التآمر!
متابعات | وكالة الصحافة اليمنية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن موسكو سترد بطريقة مماثلة على القرار الودي الذي اتخذته السلطات الصينية بإدخال نظام الإعفاء من التأشيرات للروس. وخلال اجتماع على هامش منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك مع لي هونغ تشونغ، نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، شكر بوتين القيادة الصينية على قرار نظام الإعفاء من التأشيرة للروس حسب موقع روسيا اليوم.
وقال بوتين: “أود أن أطلب منكم أن تنقلوا إلى قيادة جمهورية الصين الشعبية وصديقنا الرئيس شي جين بينغ، أن روسيا سترد بالطبع بالمثل على هذا العمل الودي، وسنفعل الشيء نفسه”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون أعلن الثلاثاء الماضي أن الصين ستطبق نظاما تجريبيا لإعفاء الروس من التأشيرة لمدة 30 يوما لمدة عام اعتبارا من 15 سبتمبر الجاري
مبادرة التقارب، التي أعلنت عنها الصين الأسبوع الماضي، يضاف إليها قيام بوتين بتقديم الشكر لنائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لي هونغ تشونغ، جاءت إشارة قوية على الثقة المتبادلة وتنامي الشراكة بين القوتين وخطوة بروتوكولية دبلوماسية تجسد اعترافاً علنياً بأهمية هذا التقارب، الذي يتجاوز الشراكة الاقتصادية ليشمل عمقاً استراتيجياً متزايداً.
وفي بكين، وبينما كانت الاستعدادات جارية للاحتفال بذكرى “يوم النصر” واستقبال أكثر من 20 زعيم دولة، كان المشهد يُقرأ في واشنطن بمنظور مختلف تماماً. ففي لحظة تتزامن فيها قمة صينية-روسية-كورية شمالية، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتهام صريح لاذع، موجهاً رسالته إلى شي جين بينغ عبر منصة “تروث سوشال” بأن هناك “تآمراً” يجري ضد الولايات المتحدة. هذه الكلمات، التي حملت في طياتها سخرية وتهديداً في آن واحد، كشفت عن مستوى التوتر الذي يسود العلاقة بين واشنطن من جهة، ومحور موسكو-بكين-بيونغ يانغ من جهة أخرى. لم يكتفِ ترامب بالتذكير بـ”التآمر”، بل حاول أيضاً تذكير الصين بالدعم الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، في محاولة لإظهار أن هذا التحالف الجديد يُعد “خيانة” للتاريخ.
هذا التزامن المثير للاهتمام بين الإعلان الروسي عن رد مماثل على مبادرة التأشيرة الصينية، واتهام ترامب لبكين بالتآمر مع موسكو وبيونغ يانغ، يكشف عن ديناميكية دراماتيكية في قلب المشهد السياسي العالمي. ففي الوقت الذي تعمق فيه موسكو وبكين تحالفهما، مستلهمتين خطابات الصداقة والتعاون، تنظر واشنطن إلى هذا التقارب على أنه جبهة موحدة تتشكل لمواجهة نفوذها. هذه اللحظة ليست مجرد تبادل للمجاملات أو الاتهامات، بل هي انعكاس حقيقي لتغير جذري في ميزان القوى العالمي، حيث تتشكل التحالفات وتُعاد رسم الخرائط الجيوسياسية على مرأى ومسمع من العالم.