المولد النبوي في اليمن يقلق الاحتلال الإسرائيلي ويضع مخاوفه على الطاولة
يافا المحتلة | وكالة الصحافة اليمنية
شهدت العاصمة صنعاء والمحافظات التابعة لها، احتفالًا تاريخيًا كبيرًا في الـ12 من ربيع أول، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، بتدفق حشود مليونية على ميدان السبعين وباقي الميادين، ليشكلوا لوحة محمدية، تأكيدًا على السير في نهجه نصرة للمظلومين، والاقتداء بأخلاقه القرآنية التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور.
الحضور المهيب، جسد ارتباط الشعب اليمني بالرسول محمد صلى الله عليه وآله، رسول الأمة والإنسانية، واستقطب أنظار العالم، وفي مقدمتهم الاحتلال الإسرائيلي، الذي ترعبه حشود صنعاء، التضامنية مع غزة، كل جمعة.
الاحتفال بالمولد النبوي في اليمن، وخاصة من قبل أنصار الله له تأثيرات مختلفة على الكيان الصهيوني، تتجاوز الجانب الديني إلى الجوانب السياسية والاستراتيجية والأمنية.
فرسالة المولد النبوي إلى “إسرائيل” تأكيد على أن الصراع معهم ليس سياسيًا فقط، بل هو صراع ديني ووجودي، ما يُشكل مصدر قلق للاحتلال، الذي يتابع كل هذه الحشود، رغم استهدافه للعاصمة صنعاء بغاراته الجوية، التي يتلاشى تأثيرها أمام هذه الجموع، بل وتزيد اليمنيين إصرارًا على مساندة فلسطين وتجديد الولاء لقضيتهم.
من جهة ثانية يلعب التأييد الشعبي الواسع الذي ينبثق ببيانات مناصرة لفلسطين، دورًا في مواصلة استهداف الاحتلال الإسرائيلي سواء في العمق أو البحر، وهذا ما يقود إلى ثقل استراتيجي يمني، يُضاعف معاناة الاحتلال نفسيًا، تجاه هذا الثبات ووحدة الموقف.
قلق عبري من مولد النبوي
يُولي الاحتلال الإسرائيلي مثل هذه الاحتفالات الدينية، اهتمامًا كبيرًا، بالوضع في اليمن، وبالذات المولد النبوي، يتجلى ذلك من خلال متابعة الإعلام العبري لهذا الاحتفال، فصحف مثل “يديعوت أحرونوت” و”جيروزاليم بوست”، وقنوات كان، و24 تركز على هذا الاحتفاء وتبرز الحشود الكبيرة والتفاعل الشعبي، حيث تعتبر متابعة الإعلام العبري لاحتفالات المولد النبوي ، جزء من استراتيجية أمنية أوسع لمراقبة قوة الخصم وفهم أسس الصراع في المنطقة.
اعتبر الإعلام الإسرائيلي بأن ساحات الاحتفال بالمولد النبوي، منصات عداء للصهاينة، فصحيفة “هآرتس” ركزت على قول أحد العلماء المشاركين في المناسبة الذي قال: “اليمن أكثر استعداداً من أي بلد آخر لإعادة الإسلام إلى جذوره بفضل مدرسته القرآنية”.
أما صحيفة “معاريف” فركزت على الحضور الجماهيري الكبير في صنعاء، معتبرة أن الاحتفال يعكس قوة أنصار الله في التعبئة. وأشارت إلى أن الخطابات تضمنت هجوماً على “إسرائيل” والولايات المتحدة، مع وصف المناسبة بأنها “عرض قوة سياسي” أكثر من كونها حدثاً دينياً.
بدورها ربطت “يديعوت أحرونوت”: الاحتفالات بالتوترات الإقليمية، مشيرة إلى أن أنصار الله استغلوا المناسبة لإبراز قدراتهم العسكرية والسياسية، مع الإشارة إلى هتافات ضد “إسرائيل” ودعوات لدعم المقاومة في غزة.
إجمالا وصفت وسائل الإعلام العبري، الاحتفال بالمولد النبوي، بأنه “مظاهر لافتة تعكس القوة والاستمرارية” في ظل المواجهة المفتوحة مع الاحتلال.
وأشارت إلى أن اليمنيين أحيوا المناسبة بشكل مهيب وغير مسبوق، حيث غمرت الأعلام الخضراء والساحات الممتلئة بالحشود، معتبرة أن هذه الصور تحمل “أبعاداً تعبوية ورسائل سياسية مباشرة” للداخل والخارج.
وبحسب الإعلام العبري، فإن المظاهر التي رافقت المناسبة أكدت أن اليمنيين حولوا المولد النبوي من احتفال ديني إلى مناسبة استنفار شعبي ورسالة تحدٍّ، في الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة اليمنية ضرباتها الصاروخية والمسيّرة ضد الاحتلال الإسرائيلي نصرةً لغزة.
وأكدت وسائل الإعلام االمولد لعبرية أن هذه الفعاليات أبرزت “تماسك الموقف اليمني وصموده”، رغم محاولات التصعيد والضغط.
إن أبرز المخاوف الإسرائيلية من احتفال صنعاء بالمولد النبوي، تمثل في قلقهم من تأثير الاحتفال على مشاريع التطبيع، مع بعض الدول العربية.