المصدر الأول لاخبار اليمن

روسيا ترد من وارسو: المسيّرات جاءت من أوكرانيا.. وبولندا تتمسك باتهام موسكو

وارسو | وكالة الصحافة اليمنية

 

في خضم التوتر المتصاعد بين روسيا وبولندا على خلفية اختراق طائرات مسيّرة للمجال الجوي البولندي، خرج القائم بالأعمال الروسي في وارسو أندريه أورداش بتصريحات تنفي بشكل قاطع مسؤولية موسكو عن الحادث، مشيراً إلى أن الطائرات دخلت من جهة أوكرانيا، وليس من الأراضي الروسية.

تصريح أورداش ، اليوم الأربعاء، جاء عقب استدعائه من قبل وزارة الخارجية البولندية، التي اتهمت موسكو بالوقوف خلف الحادثة ووصفت المسيّرات بأنها “روسية”.

وخاطب أورداش الصحفيين بعد خروجه من الاجتماع قائلاً: “نعلم شيئاً واحداً – هذه الطائرات المسيّرة وصلت من جهة أوكرانيا”، مضيفاً أن الجانب البولندي لم يقدم أي دليل يثبت أن الطائرات روسية الصنع أو التشغيل، وهو ما سبق أن أكده أيضاً في تصريح لوكالة “نوفوستي”.

من جانبه، صعّد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك من لهجته، مؤكداً أن 19 طائرة مسيّرة اخترقت المجال الجوي لبولندا، وأن السلطات البولندية تمكنت من إسقاط ثلاث أو أربع منها، واصفاً الحادث بأنه “يمثل خطراً واضحاً”.

كما أعلنت وزارة الداخلية البولندية لاحقاً العثور على سبع طائرات مسيّرة وحطام صاروخ في مواقع متفرقة، ما يعزز فرضية الهجوم واسع النطاق.

الحادثة دفعت بولندا إلى طلب تفعيل المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، والتي تتيح إجراء مشاورات عاجلة بين الحلفاء في حال شعرت أي دولة بأن أمنها أو سيادتها مهددة.

وعلى الرغم من تفعيل المادة، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر في الناتو أن الحادث لا يُصنف على أنه “هجوم” على أحد أعضاء الحلف، ما يعكس حذراً واضحاً في تبني رواية بولندا بشكل كامل.

في المقابل، أعلنت بيلاروسيا، الجارة الشرقية لبولندا، أنها تابعت حركة طائرات مسيّرة “ضلت طريقها” بسبب التشويش الإلكتروني الناتج عن تبادل الضربات بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدة أن دفاعاتها الجوية أسقطت بعضها بعد دخولها الأجواء البيلاروسية.

وأشار رئيس هيئة الأركان العامة في بيلاروسيا الجنرال بافيل مورافيكو إلى أن مينسك أبلغت كلاً من بولندا وليتوانيا بتحليق تلك الطائرات على مقربة من حدودهما.

أما وزارة الدفاع الروسية، فجدّدت نفيها القاطع لاستهداف الأراضي البولندية، موضحة أن الهجمات الروسية الأخيرة كانت موجهة حصراً نحو مواقع عسكرية داخل أوكرانيا، في مناطق مثل إيفانو-فرانكيفسك، خميلنيتسكي، وجييتومير، إلى جانب فينيتسا ولفوف.

وأكدت الوزارة أن مدى الطيران الأقصى للطائرات المسيّرة المستخدمة في العملية لا يتجاوز 700 كيلومتر، ما يجعل من المستبعد اختراقها الأجواء البولندية.

ورغم النفي الرسمي، أعربت روسيا عن استعدادها لإجراء مشاورات فنية مع الجانب البولندي إذا اقتضى الأمر، وهو ما يُفهم كمحاولة لتجنب مزيد من التصعيد، في وقت تتعالى فيه الأصوات داخل الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها مفوضة الشؤون الخارجية كايا كالاس، التي وصفت الحادث بأنه “متعمد” و”الأكثر خطورة منذ بداية الحرب في أوكرانيا”، متهمة روسيا بشكل مباشر.

التصريحات المتباينة وتضارب الروايات بين العواصم المعنية يعكس حجم التوتر الإقليمي وخطورة الانزلاق نحو مواجهات غير محسوبة، في ظل استمرار استخدام الطائرات المسيّرة كسلاح رمادي يصعب تتبع مصدره بدقة، خاصة في بيئة إلكترونية معقدة تطغى عليها الحرب والتشويش وسجالات المعلومات.

قد يعجبك ايضا