من جوار أنقاض منازلهن التي دمرها القصف الإسرائيلي على حي التحرير في العاصمة صنعاء، وقفت أمهات يمنيات بشموخ نادر، ليؤكدن أن دماءهن وأبناءهن وبيوتهن فداءً لليمن وفلسطين.
جاء القصف، الذي استهدف أحياء سكنية، ليضيف فصلاً جديداً من فصول المعاناة التي يعيشها اليمنيون، لكنه في الوقت نفسه، استخرج من بين الركام صوراً ناصعة للتضحية والرباطة التي أصبحت سمة للأم اليمنية.
حيث التقت قناة “المسيرة” بامرأتين وسط الدمار، وكانت نظراتهن الهادئة الواثقة، رغم ما حل بهن، تعكس رسالة قوية مفادها أن كل شيء يهون في مواجهة قوى الاستكبار العالمي.
وبلغات مؤثرة، مختزنة كل آلام الأمهات اللاتي يفقدن منازلهن، تحدثتا عن استعدادهن للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل القضية الفلسطينية ودفاعاً عن غزة.
وقالت إحداهن، بينما كان الغبار لا يزال عالقاً على ملابسها: “منازلنا وأولادنا فداء لليمن، وفداء لفلسطين.. كل شيء يهون ولا يقارن بما تتعرض له غزة من إبادة”.
فيما أضافت الأخرى: “نفخر بأننا ندفع ثمناً من دمائنا وبيوتنا في سبيل الله ثم في سبيل القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وهذا أقل ما يمكننا تقديمه”.
هذا المشهد لم يكن سوى انعكاساً طبيعياً للروح اليمنية الأصيلة التي لم تنكسر بعد سنوات من الحرب والعدوان، بل زادتها إصراراً على مواصلة الدرب حتى النصر.
ويؤكد هذا الرباط الجأش أن الشعب اليمني، رجاله ونسائه، أدرك معنى الكرامة والعزة، وأنه لن يتخلى عن مواقفه مهما كلفه الثمن.