المصدر الأول لاخبار اليمن

من “طوفان الأقصى” إلى تغيير “موازين القوى”.. انتصارات تزلزل أركان المشروع الصهيوني!

فلسطين المحتلة | وكالة الصحافة اليمنية

 

شكلت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023 نقطة تحول فارقة في الصراع العربي-الصهيوني، هزت أركان المشروع الصهيوني من خلال تفكيك مزاعم “نظرية الأمن الإسرائيلي” القائمة على الردع والإنذار المبكر والقدرة على الحسم. هذا الحدث الاستثنائي، رغم العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة والتكلفة البشرية والمادية الهائلة التي أعقبته، فقد تمكنت ثورة الفلسطينيين في السابع من أكتوبر 2023م، من إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية وأسفرت عن إنجازات غير مسبوقة على مستويات متعددة، سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً وقانونياً.

 

تفكيك الأسطورة بالدلالات الاستراتيجية

اتَّسمت الاعتداءات المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 بوحشية مفرطة، لا سيما ضد المدنيين، وهو ما وصفته العديد من الأطراف بجرائم حرب وإبادة جماعية. لقد حدد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطابه الأول بعد عملية “طوفان الأقصى”، هدفين رئيسيين لهذه العملية العسكرية: القضاء على حركة حماس، وإعادة الأسرى من القطاع.

على الرغم من عدم تبني حكومة الاحتلال بشكل رسمي لهدف التهجير القسري لسكان القطاع كأحد أهداف الحرب المعلنة، نظراً لكونه يمثل جريمة حرب واضحة، إلا أن الممارسات على الأرض وتصريحات نتنياهو ووزيريه، سموتريتش وبن غفير، بالإضافة إلى الأوامر المعلنة من جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتهجير، أوضحت أن سقف هذه المعركة قد ارتفع في استراتيجية العدو إلى مستوى “المعركة الوجودية”. وفي هذا السياق، سعى الكيان الإسرائيلي، بدعم وضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، إلى تفريغ القطاع من سكانه.

بالرغم من ارتفاع سقف الأهداف، فشل الكيان الإسرائيلي في تحقيق أي من أهدافه المعلنة وغير المعلنة للحرب، على الرغم من استخدامه لكافة أشكال القتل والتدمير. في المقابل، استمرت المقاومة في صمودها وأدائها البطولي. كانت الرسالة الأقوى لعملية “طوفان الأقصى” هي أنه لا يمكن تجاهل الشعب الفلسطيني أو تطويعه، وأن المقاومة قادرة على قلب الموازين، وفرض معادلات جديدة على المستوى العربي والإقليمي والدولي، وإعادة القضية الفلسطينية لتصدر الأجندة العالمية.

لقد أثبتت هذه الأحداث أن نظرية الردع والأمن الصهيونية نظرية ساقطة، وأن مسارات التطبيع لن تؤدي إلى أي نجاح، وأنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة على حساب حقوق ودماء الشعب الفلسطيني.

برز دور محوري لجبهات الإسناد، حيث ساهمت جهات المقاومة في لبنان والعراق، بالإضافة إلى الجمهورية الإيرانية، في دعم المقاومة، كلٌ حسب ما أتيح له من فرص. في هذا السياق، استمرت قوات صنعاء في اليمن في إشغال العدو الإسرائيلي واستنزافه عسكرياً واقتصادياً، من خلال توجيه ضربات تستهدف الملاحة البحرية، مما أدى إلى شل حركة موانئ الاحتلال وأجبَر سلطات الاحتلال على إغلاقها. وقد امتدت العمليات اليمنية لتشمل العمق الإسرائيلي، مما أثر على حركة المطارات وأثار حالة من الهلع بين المستوطنين. لقد تحول الصراع من مواجهة محلية إلى حرب استنزاف إقليمية، أدت إلى تكبيد الاقتصاد والإمكانيات الإسرائيلية خسائر فادحة تقدر بمليارات الدولارات.

 

الإنجازات السياسية والدبلوماسية

وجهت عملية طوفان الأقصى ضربة قاسية لمشاريع التطبيع الإسرائيلية التي هرعت إليها عدد من الدول العربية والإسلامية، وكادت أن تصفي القضية الفلسطينية، كما أفقدت المقاومة “إسرائيل” قدرتها على تسويق نفسها كقوة رادعة وموثوقة في المنطقة، مما أوقف اندفاع العديد من الأنظمة الحاكمة نحو التطبيع.

ولعل الإنجاز الأعظم الذي حققته المقاومة يكمن فيما تحقق على مستوى الحضور السياسي، حيث أعلنت المملكة المتحدة في أمس الاحد، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، منضمةً إلى أكثر من 150 دولة تعترف بها، في خطوة تمثل عزلة غير مسبوقة للكيان الصهيوني.

شهدت الساحة الدولية تحركات لافتة، حيث أعلنت إسبانيا وإيرلندا والبرتغال عن توجههما لفرض حل سياسي وإقامة الدولة الفلسطينية بغض النظر عن الموافقة الإسرائيلية. في سياق متصل، اتخذت دول مثل هولندا وكندا وبريطانيا خطوات عملية بإيقاف بعض عمليات نقل الأسلحة للاحتلال بسبب “خطر واضح” يتمثل باستخدامها في انتهاكات خطيرة للقانون الدولي.

في المقابل، وللأسف الشديد، لم تهتز ثقة الدول العربية والإسلامية المطبعة بالكيان الإسرائيلي، رغم الضربة التي وجهت إلى العاصمة القطرية الدوحة، والتي لم تغير في مواقف أولئك، فالقادة العرب محلك سر “أسود على الورق”، وظلت مواقفهم ثابتة ومتوقفة عند حدود التنديد والاستنكار، مع استمرار التعامل مع الكيان وعلى نطاق واسع؛ وكأن العرب لا يتعلمون من الدروس.

 

الإنجازات القانونية والحقوقية

في تطور قانوني تاريخي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

كما أصدرت محكمة العدل الدولية رأياً استشارياً خلص إلى أن وجود “إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وأن عليها إخلاء وتفكيك جميع المستوطنات وتعويض الفلسطينيين، كما أن عليها منع أعمال الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

 

الصمود الشعبي

أَحيَت عملية طوفان الأقصى قضية فلسطين، وأكدت على استحالة استبعادها وتصفيتها، وكشفت قبح الكيان الإسرائيلي الذي مُنِيَ بأكبر فشل لأنظمته الأمنية في تاريخه، فمارس أقسى وأبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني، في محاولة لاستعادة صورة الردع الذي ظلّ يحافظ عليها لعشرات السنوات، ولفصل الحاضنة الشعبية عن المقاومة ونشر الخوف والرعب فيهم، حتى يصلوا إلى الاستسلام واليأس المطلق، لكنه فشل، بل زاد الالتفاف الشعبي حول المقاومة ووقفوا إلى جانبها، وقدّموا التضحيات الجمّة في سبيل معركة التحرير والتخلص من الاحتلال الإسرائيلي.

وفي المقابل، مثل الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في غزة، الذي تحمل ظروفاً إنسانيةً كارثيةً بالثبات تحت النار والحصار، أبرز مظاهر الانتصار. فقد تحمل السكان المدنيون استشهاد عشرات الآلاف، وتدمير أكثر من 80% من منازل القطاع وبناه التحتية، ومواجهة خطر المجاعة، ورفض دعوات وأوامر التهجير، مؤكدين تمسكهم بأرضهم وهويتهم كحاضنة رئيسية للثبات على نهج المقاومة حتى النصر أو الشهادة على ترابهم كرماء.

 

تقييم الأداء والإنجازات

في تحليل معمق للإنجازات التي حققتها عملية “طوفان الأقصى”، يؤكد “مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات”، في ورقة عمل بعنوان “الخسائر الفلسطينية والإسرائيلية جراء عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”، أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تسديد ضربة قاصمة للعقيدة الأمنية الإسرائيلية. وخلال فترة الصمود، تمكنت المقاومة من:

  1. اسقاط “نظرية الأمن الإسرائيلي” القائمة على مبادئ الردع والإنذار المبكر والقدرة على الحسم؛ والتي أضيف إليها مبدأ رابع سنة 2015 هو مبدأ الدفاع. حيث تهاوت هذه المبادئ الأربعة في هذه العملية.
  2. اسقاط فكرة “الملاذ الآمن لليهود”: فلأن الأمن هو أمرٌ جوهري في العقيدة الصهيونية وأساس في بنية الكيان الإسرائيلي، باعتباره يوفر ملاذاً آمناً ليهود العالم، وباعتباره قادراً على سحق وردع كل القوى والجيوش في البيئة الاستراتيجية المحيطة؛ فإن الضربة التي تلقاها في الصميم ستُفرغ المشروع الصهيوني من محتواه، وتفقد “أرض الميعاد” جاذبيتها، وتجعل اليهود الصهاينة المقيمين يتطلعون للهجرة المعاكسة وللعودة إلى البلدان التي جاؤوا منها.
  3. إفشال “إسرائيل” في تقديم نفسها كقلعة متقدمة للعالم الغربي، وكشرطي للمنطقة والقوة المهيمنة فيها. فبعد حالة العجز والفشل في التعامل مع المقاومة الفلسطينية، وبعد سقوط نظرية الأمن، وانهيار الردع، وانكشاف أن “نِمرها من ورق”، أصبح هناك مخاوف حقيقية لدى الغرب أن تكون “إسرائيل” قوة يعتمد عليها في الهيمنة على المنطقة. أدى ذلك إلى ضرب الدور الوظيفي للكيان والأساس الذي أنشئ لأجله، وأدت إلى خلخلة منظومة التحكم والسيطرة الغربية في المنطقة، باعتبار “إسرائيل” حجر الزاوية في تنفيذ السياسة الأمريكية الغربية فيها.
  4. توجيه ضربة قاسية لمشاريع التطبيع الإسرائيلية مع العالم العربي والإسلامي؛ فمع بروز الأداء البطولي للمقاومة، وانكشاف الوجه الوحشي البشع للاحتلال الإسرائيلي وارتكابه المجازر بحق المدنيين، فإن الأنظمة الحاكمة توقفت عن اندفاعتها تجاه التطبيع.
  5. هزّت عملية طوفان الأقصى الكيان الإسرائيلي؛ فقد جعلت موضوع “الوجود” والبقاء لدى الكيان الإسرائيلي محلَّ تساؤل. ولذلك، فإن الكيان رأى أنّ هذه المعركة “معركة الاستقلال الثانية” أو “معركة وجود”؛ كما قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت Yoav Gallant، إنه إذا لم يُفكّك الجيش قدرات حماس بشكل كامل، “فلن نتمكن من العيش في إسرائيل”. وهزّت العملية الوضع السياسي الداخلي خصوصاً حزب الليكود Likud الحاكم، الذي يَتسيّد الساحة السياسية منذ 15 عاماً متواصلة، والذي تشير استطلاعات الرأي أنه سيفقد نحو نصف مقاعده في أي انتخابات قادمة.
  6. مَثَّل الإنجاز الكبير الذي حققته معركة طوفان الأقصى، حالة إلهام غير مسبوقة للأمة العربية والإسلامية بإمكانية تحرير الأرض والمقدسات. وشعر الكثير من الناس أنهم أمام “بيت عنكبوت” وأن هيمنته وجبروته واحتلاله ليس قدراً، وأنه يمكن هزيمته. وأن ضعف الحكومات والأنظمة الرسمية العربية والإسلامية وعجزها لا مبرر له.
  7. عبَّرت معركة طوفان الأقصى عن مركزية الأقصى والقدس في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي، بما يجعله مهوى القلوب ومصدر إلهام عظيم. ولذلك، فإن تمادي الصهاينة في العدوان على القدس ومحاولة تهويد الأقصى، كان طوال العقود الماضية عنصر تثوير وتفجير في مواجهة المشروع الصهيوني…، وهو ما كان سبباً أساسياً لمعركة طوفان الأقصى التي حملت اسمه.
  8. كرّست المعركة عملياً مشروع المقاومة، باعتباره الأداة الفعالة الصحيحة لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال. وقد تزامن هذا مع سقوط مسار التسوية السلمية، وفشل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في الاعتماد على اتفاقات أوسلو على مدى ثلاثين عاماً، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على فلسطين المحتلة سنة 1967.
  9. أكدت المعركة فشل المشروع الصهيوني في تطويع الإنسان الفلسطيني. فخلال ثلاثين عاماً من الاحتلال البريطاني وخلال خمسة وسبعين عاماً من إنشاء الكيان الإسرائيلي لم يتوقف الشعب الفلسطيني عن الانتفاضة والثورة…، موجات تصعد وتهبط ولكنها مستمرة. ولم تنفع معه كافة أشكال القهر والتهجير والتدمير والمعاناة.
  10. عززت معركة طوفان الأقصى انكشاف وفشل منظومة القيم الغربية أمام العالم. وإذا كان عددٌ من هذه القيم وزيفها مكشوفاً منذ زمن لدى كثيرين في عالمنا الإسلامي، إلا أن هذه الحرب قد أظهرتها بشكل فاضح.
  11. حوَّلت الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة الكيانَ الإسرائيلي إلى “دولة” منبوذة ومعزولة عالمياً.
  12. اتَّسعت دائرة تأييد الرأي العام العالمي الشعبي، وخصوصاً في الوسط الشبابي وطلاب الجامعات، لقضية فلسطين ولخط المقاومة.

 

فاتورة العدوان المتصاعدة على الكيان الإسرائيلي

منذ السابع من أكتوبر 2023، لم تعد المواجهة مع الكيان الإسرائيلي مجرد صراع عسكري محدود، بل تحولت إلى استنزاف شامل يضرب كافة مستويات الدولة العميقة، العسكرية والاقتصادية والمدنية. إن فاتورة العدوان، التي تُقدّر بعشرات المليارات من الدولارات، ليست مجرد أرقام، بل هي انعكاس لانهيار استراتيجي واضح، يتجلى في خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، وتصدعات عميقة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للكيان.

تُظهر التقارير الصادرة عن “بنك إسرائيل” والإعلام العبري، مثل صحيفة يديعوت أحرنوت، حجم الصدمة التي أصابت جيش الاحتلال الإسرائيلي. فقد تجاوزت حصيلة القتلى من قواته الأمنية والجيش الآلاف، بينما تجاوز عدد الجرحى عشرات الآلاف. تتوزع هذه الخسائر بشكل لافت على جبهات متعددة:

  • جبهة قطاع غزة: 1876 قتيلاً وجريحاً، منهم 858 عسكرياً.
  • جبهة حزب الله: 133 قتيلاً، منهم 85 عسكرياً.
  • الضفة الغربية والقدس: 65 قتيلاً.
  • جبهة “الوعد الصادق” (إيران): 29 قتيلاً.

الأرقام المعلنة، رغم فداحتها، لا تكشف الصورة الكاملة. فعدد الجرحى من جيش الاحتلال تجاوز 17,500 شخص، نصفهم يعاني من إصابات نفسية، ويُقدّر عدد المعاقين بـ12,500 شخص، مع توقعات بارتفاع هذا العدد إلى 100 ألف بحلول عام 2028.

أما على صعيد الآليات والمنشآت العسكرية، فإن حجم التدمير يروي قصة أخرى من الفشل. فقد تم تدمير 3332 آلية عسكرية من قبل المقاومة، منها 3128 في جبهة غزة وحدها. وشملت الخسائر عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجند والجرافات. وفي الجبهة الشمالية، دُمرت 204 آليات، واستُهدفت 123 مركز قيادة و96 مربضاً للمدفعية.

 

رحيل المستوطنين

لم تقتصر تبعات العدوان على الجانب العسكري، بل امتدت لتضرب النسيج المدني للكيان. فمع تدمير أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية للمستوطنين وتضرر آلاف المباني والمركبات، بدأت موجة من النزوح والهجرة العكسية.

تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 470,000 مستوطن غادروا الكيان بعد السابع من أكتوبر، وهناك 33% منهم يفكرون جدياً في الهجرة، فيما ارتفعت طلبات الحصول على جنسيات أجنبية بشكل ملحوظ، مثل الجنسية البرتغالية بنسبة 68% والفرنسية بنسبة 13%.

 

كلفة الحرب تلتهم الخزينة

تُعد الخسائر الاقتصادية الأشد وطأة، حيث تجاوزت التكلفة الإجمالية للحرب 142 مليار شيكل (40 مليار دولار)، منها 28 مليار دولار كنفقات عسكرية مباشرة. هذه الأرقام الضخمة لم تؤدِ فقط إلى عجز مالي متوقع يتجاوز 6% من الناتج المحلي، بل دفعت وكالات التصنيف الائتماني العالمية إلى خفض تصنيف الكيان، في خطوة لم يسبق لها مثيل. كما انهارت قطاعات حيوية:

  • قطاع السياحة: انخفاض بأكثر من 70% مع إغلاق المجال الجوي.
  • أسواق المال: هبوط مؤشر تل أبيب 35 بنسبة 12%، وتجاوزت الخسائر السوقية 5 مليارات دولار.
  • القيمة الشرائية: فقد الشيكل 3% من قيمته، وارتفعت معدلات التضخم والضرائب، مما أدى إلى انخفاض دخل الأسر وزيادة تعثر سداد القروض.

تُظهر هذه الأرقام، وفقاً للمصادر المذكورة، أن العدوان لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان نقطة تحول استراتيجية عميقة، دفعت بالكيان الإسرائيلي نحو حالة من الإفلاس الشامل، تتصاعد فاتورته مع كل يوم جديد من المواجهة.

 

إنجازات استراتيجية غيرت المعادلات

أثبتت مسيرة ثورة الطوفان منذ السابع من أكتوبر أن المقاومة الفلسطينية، برغم التحديات الجسام، نجحت في تحقيق إنجازات استراتيجية غيرت المعادلات القائمة. لقد كشفت المعركة أن “النمر الإسرائيلي” هو في حقيقته “نمر من ورق”، وأعادت تأكيد مركزية القضية الفلسطينية وكشف زيف الشعارات الغربية حول حقوق الإنسان. رغم الألم والفداحة، فإن صمود غزة ومقاومتها قد انتصرا في إثبات أن إرادة الشعوب وعدالة قضيتها هي الأقوى من أي ترسانة عسكرية، وأن الطريق نحو التحرير الكامل ما زال مستمراً.

مثَّلت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام في 7/10/2023 ضربة تاريخية نوعية للكيان الصهيوني، لم يسبق لها مثيل منذ إنشائه قبل 75 عاماً، ومعركة فاصلة في تاريخ المقاومة الفلسطينية والأولى من نوعها، واجتمعت فيها عناصر المفاجأة العسكرية والأمنية الاستراتيجية، وتمّ فيها أكبر اجتياح للأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948 منذ إنشاء “إسرائيل”، وإحداث أكبر عدد من القتلى والجرحى والأسرى الصهاينة مقارنة بكل المعارك التي خاضها الفلسطينيون بعد سنة 1948، بل وبمعظم الحروب العربية الإسرائيلية.

لقد تكبَّد الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتأصّل الإرهاب في بنيته الأيديولوجية الصهيونية، على الرغم مما يدَّعي من إنجازات، خسائر كبيرة في تلك المواجهة من جنودٍ وعتاد، وفي فقدانه للاستقرار الأمني والاقتصادي والإسناد العالمي، وفي أزمته الداخلية، وفي ضعف المشروع الصهيوني الذي أصبح أضعف مما كان عليه قبل المعركة.

قد يعجبك ايضا