تشهد سماء الأرض حدثا فلكيا استثنائيا في شهر أكتوبر، حيث سيظهر البدر كأكبر وأسطع قمر هذا العام، في ظاهرة نادرة تجمع بين صفتي “القمر العملاق” و”قمر الحصاد” للمرة الأولى منذ 37 عاما.
ومن المنتظر أن تبلغ هذه الظاهرة ذروتها يوم الثلاثاء 17 أكتوبر في الساعة 4:48 صباحا بتوقيت غرينتش. وهذا التوقيت يجعل الظاهرة مرئية في معظم أنحاء العالم، حيث سيكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض.
ويعود اسم “قمر الحصاد” إلى تقاليد المزارعين قديما في نصف الكرة الشمالي، حيث كانوا ينتظرون ظهور البدر الأقرب إلى موعد الاعتدال الخريفي (الذي يصادف 22 أو 23 سبتمبر من كل عام) لمساعدتهم في موسم جني المحاصيل.
ففي الزمن الماضي، قبل اختراع الإضاءة الكهربائية، كان ضوء القمر المكتمل الساطع يمكن المزارعين من العمل لساعات إضافية مساء خلال ذروة موسم الحصاد.
وعادة ما يظهر “قمر الحصاد” في شهر سبتمبر، لكن هذا العام انتقل الاسم إلى شهر أكتوبر باعتبار هذا البدر هو الأقرب إلى موعد الاعتدال الخريفي.
ويشار إلى أن اﻷرض لم تشهد “قمر الحصاد” في شهر أكتوبر منذ عام 1987.
ويتميز قمر هذا العام بأنه يمثل أول “قمر عملاق” لعام 2025، ما يجعله أكثر لمعانا ووضوحا للراصدين بالعين المجردة. ويعرف “القمر العملاق” بأنه البدر الذي يكون على مسافة 90% من أقرب نقطة له إلى الأرض، المعروفة باسم الحضيض.
وستعزز هذه الظاهرة ما يعرف بـ”الوهم القمري”، حيث يبدو القمر أكبر حجما عندما يكون قريبا من الأفق. ورغم أن الصور العلمية تثبت أن حجم القمر لا يتغير، إلا أن أدمغتنا تخدع بمقارنة حجمه بالأشجار والمباني في الأفق. وتشير ناسا إلى أن هذا الوهم ما يزال يحير العلماء رغم آلاف السنين من المراقبة.
ويبدو أن عشاق الفلك على موعد مع موسم حافل بالأقمار العملاقة، حيث سيصنف قمرا نوفمبر وديسمبر أيضا كقمرين عملاقين.