في ذكرى عامين من الإبادة.. السيد الحوثي يحذّر من مخطط “إسرائيل الكبرى” ويدعو لكسر التطبيع واستعادة الوعي
قال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إن العدوان الإسرائيلي على فلسطين، خصوصاً قطاع غزة، خلال العامين الماضيين يُعدّ الأكثر دموية وإجرامًا وطغيانه في هذا العصر، مؤكداً أن العدو لم يكتفِ بالقصف أو الاستخدام العسكري، بل ارتكَب إبادة جماعية تشمل القتل الجماعي وأفتك وسائل القتل، من القنابل الأمريكية المدمّرة والحارقة وغيرها، لاستهداف المدنيين بشكلٍ عام.
استهداف المدنيين
وأُشار السيد عبدالملك الحوثي في كلمته إلى أن العدو الإسرائيلي استهدف الأطفال والنساء عمداً، واستهدف المدنيين بكل وسائل القتل والإبادة، وأن هذا الاستهداف شمل التجويع الشامل، حتى أن حليب الأطفال قُدّم ضمن قائمة الممنوعات.
كما لفت إلى أن حرمان غزة من الماء، وتدمير آبار المياه وشبكات الصرف الصحي، والقصف الذي يطال من يجلب الماء لأسرهم، حتى الأطفال يُستهدفون فيه، جعل من مسألة الحصول على شربة ماء مهمة محفوفة بالمخاطر.
تدمير البنى التحتية الطبية والتعليمية والإعلامية
وأوضح الحوثي أن العدو الإسرائيلي قام بتدمير المستشفيات، وقتل الكوادر الطبية، مستهدفًا الأطفال الرضع والخدج، فعل كل ذلك جنبا إلى منع الأدوية وتعطيل الخدمات الصحية والتعليمية، مؤكدًا أن المستشفيات باتت أهدافًا عسكرية، وأن المدارس والمساجد حُوّلت كذلك إلى مواقع استهداف، مع تدمير أو إيقاف تعليم في نسبة تقارب 95٪ من المدارس، فضلًا عن استهداف المقابر وسرقة الأجساد.
التهجير القسري والاستقرار المنهار
وأوضح أن العدو الإسرائيلي استخدم التهجير القسري منذ اليوم الأول للعدوان، وجعله هدفًا من الأهداف الرئيسية، مما أدّى إلى عدم استقرار دائم للفلسطينيين في غزة، ونزوح مستمر من منطقة لأخرى، ومن مربع لآخر.
خطر مشروع الصهيونية والتطبيع
ووصف السيد الحوثي مشروع الصهيونية بأنه مشروع إجرامي يمتدّ لأبعاد بعيدة، هدفه إقامة إسرائيل الكبرى والهيمنة التامة على فلسطين والمنطقة، مُحذّرًا من التطبيع باعتباره خيانة للأمة، وأن الاتفاقيات المطبوعة تحمل التزامات من طرف واحد تصبّ في مصلحة العدو الصهيوني.
وأشار إلى محاولات تجنيس اليهود الصهاينة في دول عربية، وتغيير المناهج الدراسية، واختراق الهوية والدين، واعتبر أن كل ذلك جزء من مخطط أشمل لطمس الوعي واستلاب حقوق الأمة.
عملية طوفان الأقصى والانتصار الكبير
وأكد أن عملية طوفان الأقصى كانت محطة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني، وأنها ليست بداية المشكلة بل استجابة لما يقرب من75 عامًا من الإجرام الصهيوني، داعيًا إلى استثمار الانتصار المعنوي والسياسي الذي أحدثته العملية، وموقّعًا على أن المجاهدين في غزة صمدوا رغم الحصار والعدوان.
جبهات الإسناد العربية واليمنية
وأشاد الحوثي بدور جبهة الإسناد اللبنانية، معتبرًا أنها قدّمت تضحيات كبيرة وخسائر مؤثرة للعدو الإسرائيلي، وبيّن أن اليمن كان له موقف استثنائي، شعبيًا ورسميًا، عبر تظاهرات مضادة وحظر الملاحة تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وعمليات صاروخية ومسيرات جوية وبحرية، رغم الإمكانيات المحدودة والحصار.
دعوة للأمة: الوحدة والتحرك الفعلي
وخُتم السيد عبدالملك كلمته بدعوة الأمة العربية والإسلامية إلى استعادة مشروعيتها الذاتية والتحرّر من هيمنة التطبيع والخضوع السياسي، مؤكدًا أن القبول بالعدو أو التعايش معه في إطار التطبيع هو جزء من مصادرة القضية الفلسطينية وحقوقها، وأن الأمة مطالبة بالوحدة، والموقف الفعل، سواء على صعيد الدعم العسكري أو الشعبي أو الإعلامي، لمنع تكرار المخططات الخطيرة التي تستهدف الأمة كلها.