المصدر الأول لاخبار اليمن

الاحتلال يُشعل غزة بعد وقف النار: حرائق متعمّدة تستهدف البنية التحتية المدنية

اتهم موقع “Drop Site News” الأمريكي، جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعمد إشعال حرائق واسعة في مناطق متفرقة من مدينة غزة، استهدفت البنية التحتية المدنية، وذلك عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، في خطوة وُصفت بأنها “عملية تدمير منهجية لما تبقّى من المدينة قبل الانسحاب”.

 

سياسة الأرض المحروقة

ووفقاً للموقع الأمريكي، فإن هذه الموجة من الحرائق تأتي ضمن سياسة اعتمدها جيش الاحتلال خلال العامين الماضيين، وتقضي بإحراق وتدمير المباني والمنشآت الفلسطينية التي استخدمت كمقار مؤقتة للوحدات العسكرية “الإسرائيلية”، قبيل انسحابها منها.

وقد وثّقت منظمة “دروب سايت نيوز” ليلة 9 وصباح 10 تشرين أكتوبر الجاري، أوسع عملية حرق متعمد منذ بدء العدوان على القطاع، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، وقبل المصادقة عليه رسمياً من قبل مجلس حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

 

استهداف محطة الصرف الصحي

أوضحت المنظمة أن الحرائق نُفذت على يد جنود من عدة ألوية “إسرائيلية”، من بينها: “غولاني”، “جفعاتي”، “ناحال”، ولواء “هاشمونائيم” المتشدد الذي شُكّل حديثاً.

وكان من بين أبرز المنشآت المستهدفة محطة معالجة مياه الصرف الصحي في حي الشيخ عجلين، وهي محطة حيوية تُعدّ جزءاً أساسياً من منظومة البنية التحتية في مدينة غزة.

وقال منذر شبلاق، المدير العام لمصلحة مياه بلديات الساحل، إن تدمير المحطة يمثل ضربة قد تدفع نظام الصرف الصحي في غزة إلى النقطة الصفر، مؤكداً أن المحطة تُعد من أقدم المحطات في القطاع، وأن إعادة تأهيلها قد تستغرق سنوات وتكلّف ملايين الدولارات.

 

صور وتسجيلات منسوبة لجنود الاحتلال

وبحسب التقرير، نشر جنود “إسرائيليون” عشرات الصور ومقاطع الفيديو لمبانٍ مشتعلة أثناء انسحابهم من غزة باتجاه ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” داخل أراضي القطاع، المحدد في اتفاق وقف النار.

وفي أحد المنشورات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر جندي من لواء “كفير” واقفاً أمام منصات خشبية مشتعلة، مرفقاً الصورة بتعليق يقول: “قبيل المغادرة.. نحرق الطعام حتى لا يصل إلى أهل غزة، لتُمحى أسماؤهم”.

 

شهادات تؤكد الجريمة

وسبق أن نشر الصحفي العبري “يوفال أبراهام” في يوليو الماضي شهادات لجنود تحدثوا فيها عن ممارسات الحرق المتعمد داخل المنازل الفلسطينية، إذ قال أحدهم: “كل منزل عربي دخلناه كان فيه زيت زيتون، كنا نسكب الزيت على الأرائك أو أي شيء قابل للاشتعال، ثم نشعله أو نلقي قنبلة دخان.. كانت هذه ممارسة شائعة”.

 

غزة تُحرق بالنار وبالحصار

يأتي هذا السلوك بعد أشهر من الهجمات المركّزة التي شنّها جيش الاحتلال على القطاع بهدف جعله غير صالح للسكن، من خلال تدمير المساكن والبنى التحتية الحيوية، وصولاً إلى التوغلات البرية في قلب مدينة غزة وهدم الأبراج السكنية.

ورغم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، يبدو أن الاحتلال اختار أن يترك خلفه مدينة متفحمة الرماد، كرسالة نارية بأن وقف النار لا يعني وقف الحرب على مقومات الحياة في غزة.

قد يعجبك ايضا