روسيا والصين تدشنان عصراً جديداً بالقطب الشمالي.. شراكة استراتيجية ستغّير موازين النقل البحري
هاربين | وكالة الصحافة اليمنية
في خطوة توصف بأنها صفعة جديدة لهيمنة الممرات الغربية، وقّعت روسيا والصين خطة عمل تاريخية لتطوير ممر الملاحة الشمالي، فاتحتين عصراً جديداً من الشراكة القطبية بين العملاقين الشرقيين.
وفي السياق، أعلنت روسيا والصين توقيع خطة عمل مشتركة لتطوير ممر الملاحة الشمالي عبر مياه روسيا في الدائرة القطبية المتجمدة، بما يعزز التعاون البحري والتجاري بين البلدين ويفتح آفاقاً جديدة للنقل الدولي بعيداً عن الطرق التقليدية.
وجاء التوقيع خلال اجتماع للجنة الفرعية المعنية بالتعاون حول الممر في مدينة هاربين الصينية، بمشاركة الرئيس التنفيذي لشركة “روساتوم” أليكسي ليخاتشوف، ووزير النقل الصيني ليو وي.
وأوضحت “روساتوم” أن الاتفاق يهدف إلى إنشاء ممر نقل مستدام وفعّال من خلال تطوير تقنيات لوجستية متقدمة ومشاريع استثمارية كبرى في القطب الشمالي، مشيرة إلى أن الممر الشمالي يُعد أقصر طريق بحري يربط بين آسيا وأوروبا، بطول يقارب 5600 كيلومتر.
وتزامن الإعلان مع نجاح أول رحلة لسفينة شحن صينية إلى أوروبا عبر الممر الشمالي، بمرافقة كاسحات الجليد النووية الروسية. وانطلقت الرحلة من ميناء نينغبو الصيني في 23 سبتمبر، لتصل إلى ميناء فيليكستو البريطاني في 13 أكتوبر الجاري، محملةً بـ 25 ألف طن من البضائع، بعدما قطعت المسافة خلال 20 يوماً فقط — أي نصف مدة الرحلات عبر الطرق الجنوبية التقليدية.
ويُتوقع أن تحقق موسكو وبكين هذا العام رقماً قياسياً جديداً في حجم البضائع المنقولة عبر الممر الشمالي، قد يتجاوز 400 ألف طن من الحاويات، في وقت تولي فيه روسيا اهتماماً متزايداً بتطوير بنيتها القطبية وكاسحات الجليد النووية الحديثة التي تشكل العمود الفقري لمشروعاتها في المنطقة.
ويرى محللون أن هذا التعاون البحري الروسي–الصيني يمثل خطوة استراتيجية نحو تنويع مسارات التجارة العالمية، ويمهد لمرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي في القطب الشمالي، حيث يتحول الممر المتجمد إلى شريان تجاري واعد يربط الشرق بالغرب في زمن قياسي.