وسط شبكة معقدة من التحديات الأمنية والاستخباراتية، تبرز “وحدة الظل” كأحد الأعمدة الاستراتيجية الأكثر حساسية في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
تأسست الوحدة بهدف أساسي هو تأمين أسرى الاحتلال الإسرائيلي المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة، لكنها تجاوزت مجرد الحماية لتصبح محورًا رئيسيًا في إدارة ملف الأسرى والتفاوض مع الاحتلال.
تعتمد الوحدة على سرية تامة واحترافية عالية، إذ يمثل الأسرى أداة تفاوضية قوية، وقدرة المقاومة على الحفاظ على مواقع الاحتجاز وأمانهم تعكس خبرة وذكاء العمليات الأمنية، ما يجعل أي محاولة “إسرائيلية” لاختراق مواقعهم أو التعرف على أماكنهم مكلفة ومعقدة للغاية.
تواجه وحدة الظل تحديات متزايدة يوميًا، من بينها التجسس، الطائرات بدون طيار، وتقنيات المراقبة المتقدمة التي يستخدمها الاحتلال، إضافةً إلى محاولات زرع عملاء داخل صفوف المقاومة. ومع ذلك، أثبتت الوحدة مرارًا قدرتها على إحباط هذه العمليات من خلال التدريب المكثف واليقظة المستمرة، وهو ما مكّن المقاومة من الحفاظ على الأوراق القوية في مواجهة ضغوط الاحتلال الإسرائيلي.
ولا يقتصر دور وحدة الظل على الجانب الأمني فقط، بل يشمل إدارة الملف الاستراتيجي للأسرى خلال عمليات التفاوض والتبادل، حيث كانت الوحدة حجر الزاوية في صفقات تبادل سابقة مثل صفقة “شاليط” وصولاً إلى “طوفان الأقصى”، التي أسفرت عن تحرير مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن أسرى وجثامين “إسرائيليين”.
من خلال هذه المهام، برهنت وحدة الظل على أنها خط الدفاع الأول عن الأسرى المحتجزين وأحد أبرز رموز الاحترافية العسكرية والاستخباراتية للمقاومة الفلسطينية، مؤكدة أن الأسرى ليسوا مجرد محتجزين، بل يمثلون القدرة التفاوضية والمناعة الاستراتيجية للمقاومة في صراعها المستمر مع الاحتلال.