رغم النفي السعودي الرسمي المتواصل تبرز مؤشرات قوية على اقتراب الرياض من الانضمام إلى “اتفاقيات أبراهام ” التطبيعية مع “إسرائيل”،ومنها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نهاية الأسبوع الماضي عن “تلقيه اتصالات من مسؤولين سعوديين بشأن الاستعداد للانضمام إلى اتفاقيات إبراهام”.
هذه التصريحات جاءت متزامنة مع تقارير صحفية دولية كشفت عن سعي المملكة لإبرام “اتفاق دفاع مشترك” مع واشنطن، يُتوقع أن يكون محورياً خلال الزيارة المرتقبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان للبيت الأبيض الشهر المقبل .
اللافت في التصريحات الأمريكية توقيتها وطبيعتها، حيث عبر ترمب عن “أمله في انضمام دول أخرى ومنها السعودية قريباً”، في إشارة واضحة إلى وجود مفاوضات متقدمة في هذا المجال.
هذا التوافق الزمني بين الإعلان عن المفاوضات الدفاعية والتصريحات الخاصة بالتطبيع يثير تساؤلات حول وجود صفقة شاملة يجري التحضير لها خلف الكواليس
الإنتخابات في “إسرائيل “محرك جديد للتطبيع
من جهة أخرى، تكشف التقارير “الإسرائيلية” عن دوافع إضافية لتسريع عملية التطبيع، فقد كشفت هيئة البث “الإسرائيلية كان ” نهاية هذا الاسبوع الماضي أن رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو حدّد شهر يونيو 2026 موعداً للانتخابات، بدلاً من الموعد الرسمي في نوفمبر من العام نفسه.
ووفق التقرير، يأمل نتنياهو في أن يتمكن قبل هذا الموعد من توقيع اتفاقيات تطبيع جديدة مع السعودية وإندونيسيا.
الأهم في هذه التقارير الإشارة إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق مع السعودية تُعتبر “معقولة”، بينما تبدو إمكانية التوصل إلى اتفاق مماثل مع إندونيسيا “منخفضة”.
هذا التقييم يعكس وجود تفاؤل في الأوساط “الإسرائيلية” حول إمكانية التوصل الى اتفاق تطبيع مع السعودية خلال المدة الزمنية قبل إجراء الانتخابات ، وبالتأكيد فان هذا التفاؤل مبني على معطيات .
التفاهم الأمريكي الإسرائيلي: لعبة المصالح المشتركة
في المشهد الأوسع، تبرز فرضية قوية مفادها وجود تفاهم مشترك بين المجرم نتنياهو والرئيس الأمريكي ترمب ، فتحليل المسار الزمني للأحداث يشير إلى أن ترمب قد يكون وعد نتنياهو، مقابل موافقته على وقف إطلاق النار في غزة، بأن يدفع بمشروع التطبيع مع السعودية كـ”ثمن” سياسي .
هذا التفاهم يخدم أجندة ترمب ونتنياهو بشكل متكامل؛ فهو يحقق لترمب ما يعتبره إنجازاً دبلوماسياً في “الشرق الأوسط” يعزز موقعه في المشهد السياسي الأمريكي، ويوفر لنتنياهو “ورقة انتصار” يحتاجها بشدة في حملته الانتخابية المقبلة .