المصدر الأول لاخبار اليمن

جثث أسرى غزة تكشف فصولاً من الإبادة الصامتة والتعذيب البشع داخل معتقلات “إسرائيل”

غزة | وكالة الصحافة اليمنية

 

كشفت عملية تبادل جثامين الشهداء الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي عن جرائم مروّعة تفوق الوصف، بعد أن ظهرت على الأجساد المستعادة آثار تعذيب وحشي وإعدامات ميدانية نفذها جنود الاحتلال بدمٍ بارد.

وفي هذا السياق، أكد بيان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الصادر اليوم الأربعاء، أن الجثامين التي تسلّمتها الطواقم الطبية كانت تحمل علامات الشنق، وإطلاق النار من مسافات قريبة، والكسور الناتجة عن الضرب المبرح، ما يشير إلى أن الاحتلال مارس عمليات تعذيب متعمدة قبل الإعدام.

وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة: “إن الاحتلال سلّم 165 جثمانًا لشهداء، معظمهم مجهولو الهوية”، مؤكداً أن 54 منهم دُفنوا بعد فحوصات طبية كشفت حجم الفظائع التي تعرّضوا لها داخل مراكز الاحتجاز.

 

6000 مفقود.. أرقام تُثير الرعب في ضمير العالم

وفي سياق متصل، أعلن المركز الفلسطيني للمفقودين والمختفين قسريًا أن التقديرات الأولية تشير إلى وجود نحو 6000 مفقود من أبناء غزة، يُعتقد أن كثيرًا منهم قضوا تحت التعذيب أو في عمليات الإعدام الميداني داخل المعتقلات.

وقال مدير المركز أحمد مسعود إن عملية التوثيق تواجه صعوبات هائلة بسبب الدمار وانقطاع الاتصالات، مشيراً إلى أن معظم المفقودين من فئة الشباب، وهو ما يعكس البعد الإنساني الكارثي للجريمة.

 

“سدي تيمان”.. المنشأة التي تحوّلت إلى مقبرة للأحياء

تسلّط هذه الوقائع الضوء على ما يجري داخل منشأة “سدي تيمان” العسكرية في صحراء النقب، حيث تؤكد التقارير الحقوقية أن الأسرى الفلسطينيين خضعوا لعمليات تعذيب مهينة شملت تقييد الأيدي، تغطية العيون، وربط المعتقلين بأسِرّة المستشفيات وإجبارهم على ارتداء الحفاضات.

وكشف مدير عام وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش أن كل جثمان أُعيد مرفق بوثيقة عبرية تثبت مصدره من “سدي تيمان”، وأن بعض الجثامين خضعت لفحوص الحمض النووي في إسرائيل قبل إعادتها، في محاولة لتغطية آثار الجريمة.

 

جرائم حرب موثّقة وشهادات تهزّ الضمير الإنساني

تؤكد الفحوص الطبية والتقارير الحقوقية أن ما جرى هو قتل وتعذيب ممنهج يخالف اتفاقيات جنيف ويشكّل جرائم حرب مكتملة الأركان.

وطالبت المكتب الإعلامي الحكومي في غزة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بـ تحقيق دولي عاجل ومحاسبة القادة الإسرائيليين المسؤولين عن هذه الممارسات، داعية إلى منع دخولهم إلى أراضي الدول الأوروبية ومحاكمتهم أمام القضاء الدولي.

ما تكشفه هذه الجثامين ليس مجرد آثار على الأجساد، بل شهادات صامتة على وحشية نظامٍ يرى في الفلسطينيين أهدافًا للتجريب في الألم والموت.

في كل جثمان، رواية تختصر الإبادة الجماعية الجارية في غزة، وتؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز كل حدود الإنسانية، فيما يقف العالم متفرجًا على إبادة القرن التي تُمارس أمام الكاميرات وبوثائق عبرية رسمية.

 

قد يعجبك ايضا