انسحاب حركة “شاس” من الائتلاف الحكومي في “إسرائيل”.. أزمة جديدة تهدد تماسك “حكومة نتنياهو”
القدس المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية
يوماً تلو الآخر تتعمّق أزمات الائتلاف الحكومي “الإسرائيلي” بتطورات كبيرة، اليوم الخمس، أعلنت حركة “شاس” انسحابها من جميع مناصبها داخل حكومة الاحتلال و”الكنيست”، احتجاجاً على ما وصفته بـ”تنصل الحكومة من التزاماتها تجاه طلاب المعاهد التوراتية” ورفضها المضي في تشريع قانون إعفائهم من الخدمة العسكرية.
وقالت الحركة اليمنية المتطرفة في بيان رسمي إن قرار الانسحاب جاء تنفيذاً لتوجيهات مجلس “حكماء التوراة” الصادرة في يوليو الماضي، والتي ألزمت “حكومة نتنياهو” بطرح مشروع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية قبل افتتاح الدورة الشتوية لـ”الكنيست”.
وأضاف البيان: “نعلن انسحابنا من المهام الائتلافية داخل الكنيست، التزاماً بتعليمات مجلس حكماء التوراة، واحتجاجاً على تجاهل الحكومة لحقوق طلاب المعاهد الدينية الذين يدرسون التوراة ليل نهار من أجل الشعب الإسرائيلي كله.”
استقالات رسمية وتنسيق مع “الحريديم”
وأوضح البيان أن رئيس لجنة التعليم في “الكنيست يوسي طيب”، ورئيس لجنة الصحة “يوني مشريكي”، قدما استقالتيهما رسمياً إلى رئيس “الكنيست يوسي طيب”، في خطوة رمزية تؤكد جدية الحركة في تجميد مشاركتها السياسية.
كما أكدت “شاس” أنها ستواصل العمل “بكل قوة من أجل تسوية مكانة طلاب المعاهد الدينية ودارسي التوراة”، مشيرة إلى أنها ستنسّق خطواتها اللاحقة مع بقية الكتل “الحريدية”، و”بالتشاور المستمر مع مجلس حكماء التوراة” حول المواقف داخل “الكنيست”.
ضغط حريدي متصاعد على “نتنياهو”
تأتي خطوة “شاس” بعد أسابيع من تصاعد التوتر داخل الأوساط “الحريدية” بسبب تأخر إقرار قانون التجنيد، الذي يمنح إعفاءً دائماً لطلاب “اليشيفوت” من الخدمة العسكرية، وهو مطلب مركزي للأحزاب الدينية المشاركة في ائتلاف رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو”.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد أبلغ ممثلو الأحزاب الحريدية نتنياهو مطلع الأسبوع الجاري أنهم سيقاطعون التصويت في “الكنيست” ما لم يتم الشروع بمناقشة الصيغة النهائية لمشروع القانون، مؤكدين أن “العودة إلى الحكومة لن تكون مطروحة قبل إحراز تقدم فعلي في هذا الملف”.
تجميد نقاشات قانون التجنيد
وفي سياق متصل، أعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست “بوعاز بيسموت” إلغاء جميع الجلسات المقررة هذا الأسبوع لمناقشة قانون التجنيد، موضحاً أن القرار اتُّخذ لإتاحة وقت إضافي للمستشارين القانونيين لصياغة المسودة النهائية.
وبيّن “بيسموت” أنه عقد اجتماعاً مع “نتنياهو” لبحث سبل الخروج من الأزمة، مشيراً إلى أن “الخلافات بين مكونات الائتلاف لا تتعلق فقط بصيغة القانون، بل بطبيعة العلاقة بين الدين والدولة داخل إسرائيل”.
تحذيرات من انهيار الائتلاف
وعقب إعلان “شاس”، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين كبار في حزب “الليكود” وحكومة الاحتلال قولهم إن “الائتلاف لن يصمد طويلاً إذا لم يُحرز تقدم في قانون التجنيد خلال الأسابيع المقبلة”، مؤكدين أن “رغبة جميع الأطراف في البقاء داخل الحكومة لا تكفي وحدها للحفاظ على استقرارها”.
وتشير التقديرات السياسية في الاحتلال الإسرائيلي إلى أن انسحاب “شاس” قد يفتح الباب أمام سلسلة من الانشقاقات داخل الائتلاف الحاكم، خصوصاً مع احتدام الخلافات بين التيارات الدينية واليمين المتطرف حول أولويات التشريع وتقاسم النفوذ داخل حكومة الاحتلال.
“شاس” ودورها السياسي
وتُعد حركة “شاس” واحدة من أبرز الأحزاب الدينية اليمينية في الاحتلال الإسرائيلي، وتمتلك حالياً 11 مقعداً في “الكنيست”. وتتبنّى الحركة خطاباً يدمج بين الهوية الدينية والسياسية، وتدعو إلى توسيع الدعم الحكومي للمدارس “التلمودية” والمعاهد الدينية، معتبرة أن طلابها “يشكّلون سرّ الوجود الروحي والتاريخي للشعب اليهودي”.
وبانسحابها من الائتلاف، باتت “حكومة نتنياهو” الحالية تعتمد فقط على أحزاب “الليكود” و”القوة اليهودية” و”الصهيونية الدينية”، ما يجعلها أكثر هشاشة في مواجهة أي تصويت برلماني حاسم قد يهدد بقاءها.