المصدر الأول لاخبار اليمن

حصار اليمن وتأمين”إسرائيل”.. المهمة الموكلة للإمارات في البحر الاحمر   

تقرير | وكالة الصحافة اليمنية

في أعقاب التطورات العسكرية الأخيرة في البحر الأحمر، والتي شهدت تصاعداً في المواجهة بين قوات صنعاء والقوات الأمريكية وحلفائها من جهة أخرى، برزت تحولات عميقة في موازين القوى الإقليمية ، فقد أدّت العمليات البحرية اليمنية إلى تقليص النفوذ الأمريكي في هذا الممر الحيوي وإلى إعادة رسم خطوط السيطرة في المنطقة، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة و”إسرائيل” إلى البحث عن استراتيجيات بديلة لاستعادة موطئ قدمٍ في البحر الأحمر ومضيق باب المندب .

وفي هذا الإطار، تكثّفت الجهود الأمريكية– “الإسرائيلية” من خلال تنفيذ مشاريع عسكرية عبر أدواتهما الإقليميين، وفي مقدّمتهم الإمارات ، التي تولّت مؤخرًا إنشاء مدرج طيران في جزيرة زقر اليمنية بإشرافٍ تقني ولوجستي أمريكي – “إسرائيلي” ضمن المشروعٍ الأوسع الذي يهدف إلى إحكام السيطرة على الممرات البحرية الدولية ومحاصرة اليمن جغرافيا، فضلًا عن احتواء القدرات الصاروخية والجوية التي طوّرتها صنعاء خلال السنوات الأخيرة، والتي شكّلت تحديًا مباشرًا لكلٍّ من واشنطن و “تل أبيب” خلال العامين الماضيين .

 

 

المشروع الاماراتي في جزيرة زقر

في تقرير حديث كشفت وكالة “أسوشيتد برس” عن إنشاء الإمارات مطارًا عسكرياً غامضاً في جزيرة زقر اليمنية الواقعة في باب المندب، وهي جزيرة ذات موقع استراتيجي بالغ الأهمية كونها تُشرف على أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم .

وأوضحت صور الأقمار الصناعية التي حللتها الوكالة أن أعمال إنشاء مدرج الطائرات في الجزيرة قد بدأت منذ أبريل الماضي، ويبلغ طوله أكثر من ألفي متر، ما يشير إلى أن المشروع يُصمَّم لاستيعاب طائرات عسكرية كبيرة، وليس لأغراض مدنية .

كما أظهرت الصور عمليات بناءٍ مكثّفة تواصلت حتى أكتوبر الجاري، فيما بيّنت بيانات تتبّع السفن أن سفنًا إماراتية تولّت نقل مواد البناء والأسفلت إلى الجزيرة.

 وأفادت الوكالة بأن سفينة شحن مسجلة في دبي رست لأيامٍ بالقرب من الرصيف الجديد في الجزيرة، ما يؤكد أن الامارات هي من تنفذ المشروع .

 

شبكة قواعد لتطويق صنعاء

التقرير أشار بوضوح إلى أن إنشاء المطار يأتي ضمن شبكة قواعد بحرية وجوية تعمل الإمارات على تطويرها، تمتد من جزيرة ميون في مدخل باب المندب إلى جزيرة زقر، وذلك بدعمٍ وتنسيق مع القوات الأمريكية و”الإسرائيلية”.

ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، يهدف هذا التحرك العسكري الجديد إلى “مراقبة أنشطة صنعاء وقطع خطوط الإمداد، وضمان وجود عسكري دائم في البحر الأحمر، وتأمين خطوط الشحن ، لا سيما بعد الخسائر التي تكبّدتها القوات الأمريكية و”الإسرائيلية” نتيجة العمليات البحرية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي أدت إلى استهداف عشرات السفن وإغراق عدد منها في سياق الردّ على العدوان الإسرائيلي على غزة .

 

الامارات شريك “إسرائيل” في مواجهة صنعاء 

أظهرت المعطيات الميدانية والتقارير الدولية أن الإمارات لم تكتفِ بالدور اللوجستي في البحر الأحمر فحسب، بل تحوّلت إلى شريكٍ عسكري وتقني مباشر لكلٍّ من الولايات المتحدة و”إسرائيل” في مواجهة القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة اليمنية التي شكّلت تهديدًا متصاعدًا خلال المواجهة الأخيرة في البحر الأحمر .

فحسب تقرير نشره موقع ” ميدل إيست مينتور” في يونيو الماضي فقد قامت الامارات بنشر نظام رادار متطوّر من صنعٍ “إسرائيلي”  في منطقة بونتلاند شرق الصومال، على الضفة المقابلة للسواحل اليمنية هدفه تتبع ورصد الأهداف الجوية بعيدة المدى، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة .

ووفق التقرير فأن هذا الرادار مُدمج ضمن شبكة إنذار مبكر ترتبط مباشرةً بمنظومات المراقبة الجوية في كلٍّ من الإمارات و”إسرائيل”، بما يمكّنه من رصد الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تُطلق من الأراضي اليمنية في اتجاه البحر الأحمر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة .

 

مهمة تأمين “إسرائيل “

منذ توقيع اتفاقيات التطبيع بين الإمارات و”إسرائيل” عام 2020، برزت تحولات لافتة في التعاون الأمني، خصوصًا في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023 وما تبعها من تداعيات عسكرية وأمنية واسعة .

وتُظهر المعطيات الميدانية والتقارير الدولية أن الإمارات أصبحت الوكيل الإقليمي الأول لتأمين “إسرائيل” وحماية مصالحها الاستراتيجية في الممرات البحرية الدولية، وعلى رأسها باب المندب والبحر الأحمر.

ووفق تقرير لموقع ” ميدل إيست إي ” البريطاني الصادر في مطلع الشهر الجاري، فان  المنطقة تشهد  توسعا غير مسبوق في شبكة القواعد العسكرية والاستخباراتية التي أنشأتها الإمارات خلال السنوات الأخيرة، والتي تمتد من أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي مرورًا بالسواحل اليمنية وصولًا إلى القرن الإفريقي .

وحسب التقرير فان المعلومات تشير الى أن القواعد الجديدة في الجزر اليمنية  تُدار ضمن شبكة دفاعية متكاملة تتيح تبادل المعلومات الاستخباراتية والإنذار المبكر والدفاع الصاروخي بين “إسرائيل” والإمارات والولايات المتحدة.

قد يعجبك ايضا