وسط تفاقم الجوع والأمراض وانعدام الرعاية.. أطفال غزة على حافة الفناء الإنساني
غزة/وكالة الصحافة اليمنية
حذّر مدير جمعية العودة الصحية رأفت المجدلاوي، من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الأطفال والأجنة في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، مؤكدًا أن الأوضاع الصحية والمعيشية بلغت مستوى “ينذر بفناء جيلٍ كامل”.
وقال المجدلاوي، في تقريرٍ صحفي صدر اليوم الإثنين، إن العدوان أدى إلى وفاة 154 طفلًا نتيجة سوء التغذية، فيما يتلقى أكثر من 51 ألف طفل العلاج من أمراض مرتبطة بالجوع وسوء الامتصاص، مشيرًا إلى أن الأرقام تعكس انهيارًا شاملاً في النظام الصحي وتدهورًا حادًا في الأمن الغذائي.
مأساة إنسانية متواصلة
وبيّن المجدلاوي أن 77 طفلًا يفقدون أحد والديهم يوميًا منذ بدء العدوان، فيما تُسجَّل 16 حالة إجهاض يوميًا بسبب انعدام الرعاية الطبية والتغذية السليمة. كما وثقت الجمعية استشهاد 1,015 رضيعًا تقل أعمارهم عن 6 أسابيع، ووفاة 450 جنينًا في بطون أمهاتهم، إلى جانب أكثر من 12 ألف حالة إجهاض منذ بداية العدوان.
وأشار إلى أن نحو 500 ألف طفل حُرموا من التعليم للعام الثاني على التوالي، بعد تدمير مئات المدارس أو تحويلها إلى ملاجئ للنازحين، مؤكدًا أن هذا الواقع يهدد مستقبل جيلٍ بأكمله بالضياع والتهميش.
أزمة غذائية ونفسية حادة
وأوضح المجدلاوي أن ما يقارب 40 ألف طفل بحاجة إلى الحليب يوميًا، فيما يحتاج 107 آلاف آخرون إلى أغذية بديلة، في حين لا تغطي المساعدات المتوفرة سوى جزء محدود من الاحتياجات اليومية.
وأضاف أن الآلاف من الأطفال يعانون من اضطرابات نفسية حادة نتيجة مشاهد القتل والدمار المستمر، دون وجود مراكز مختصة بالدعم النفسي أو الإيواء الآمن.
ودعا مدير الجمعية إلى إنشاء مراكز طبية ونفسية عاجلة لرعاية الأطفال والعائلات المتضررة، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 5,200 طفل جريح بحاجة إلى إجلاء طبي فوري لتلقي العلاج خارج القطاع.
إنذار أخير للمجتمع الدولي
واختتم المجدلاوي تحذيراته بالقول إن الأطفال في غزة يعيشون على حافة الفناء الإنساني، مشددًا على أن تجاهل معاناتهم يعني القبول بضياع جيلٍ كاملٍ تحت الركام والجوع والحرمان.
تحذيرات أممية ودعوات للتحرك
وفي السياق، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أو أصاب أكثر من 64 ألف طفل منذ بداية الحرب، فيما فقد أكثر من 58 ألفًا أحد والديهم.
ووصفت المنظمة أوضاع مليون طفل في القطاع بأنها غير إنسانية، وسط نقصٍ حادٍ في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
ودعت اليونيسف المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ جيلٍ بأكمله من الجوع والدمار النفسي والجسدي، مؤكدة أن الصمت على ما يجري في غزة هو تواطؤ مع الإبادة.
من جانبها، شددت منظمة الصحة العالمية على أن فتح الممرات الطبية بشكل دائم يمكن أن “يُحدث تغييرًا جوهريًا في إنقاذ حياة آلاف الجرحى”، موضحة أن أكثر من 700 مريض توفوا أثناء انتظار إجلائهم لتلقي العلاج خارج القطاع، وداعية الدول إلى استقبال مزيدٍ من الحالات العاجلة من غزة.