المصدر الأول لاخبار اليمن

سباق “أممي إقليمي” لفك الحصار ورسم ملامح السلام الجديد بين صنعاء والرياض

صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية

 

تشهد الساحة اليمنية حالة من الغليان السياسي والدبلوماسي، مع تسارع التحركات الأممية والإقليمية لإعادة صياغة المشهد اليمني، بالتزامن مع مؤشرات على تراجع الدعم السعودي للمجلس الرئاسي وتصاعد الحراك العُماني لإنعاش مسار السلام.

 

الأمم المتحدة تفتح بوابة الموانئ اليمنية المغلقة داخل مجلس الأمن

بدأت الأمم المتحدة، اليوم السبت، نقاشات داخل مجلس الأمن لرفع القيود المفروضة على الموانئ اليمنية، في تحرك غير مسبوق منذ سنوات الحرب.

وذكرت منصة الأمم المتحدة أن لجنة العقوبات ستعقد جلسة مغلقة لبحث العراقيل التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية، استنادًا إلى الفقرة (5) من القرار 2664، التي تؤكد ضرورة ضمان ألا تؤثر العقوبات على المدنيين.

وتأتي هذه التطورات في وقت يقود فيه المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حراكًا دبلوماسيًا نشطًا من العاصمة العُمانية مسقط لتنفيذ “خارطة الطريق” التي تنص في مرحلتها الأولى على رفع القيود عن الموانئ والمطارات وصرف مرتبات الموظفين.

ويُنظر إلى الجلسة الأممية بوصفها بداية مراجعة شاملة للسياسات التي كبّلت الاقتصاد اليمني تحت ذريعة العقوبات.

 

 

رؤية عمانية لأمن إقليمي يضم اليمن

في خضم هذه التحولات، طرحت سلطنة عُمان عبر وزير خارجيتها بدر البوسعيدي رؤية شاملة لإنهاء حالة الفوضى في المنطقة.

وقال البوسعيدي، خلال منتدى “حوار المنامة 2025”، إن “الأمن الحقيقي لا يُبنى بالعزلة أو الإقصاء”، داعياً إلى إنشاء إطار أمني إقليمي يضم جميع دول المنطقة بما فيها اليمن.

ورأى مراقبون أن تصريحات الوزير العُماني تمثل رسالة دبلوماسية مشفرة للسعودية، التي ما تزال تتبع نهج الإقصاء رغم إخفاقه عسكريًا واقتصاديًا.

وتبرز سلطنة عُمان كوسيط متوازن في ملفات المنطقة، خصوصاً بعد نجاحها في جمع الوفدين اليمني والسعودي على طاولة واحدة خلال جولات متكررة من المفاوضات.

 

السعودية تنسحب تدريجيًا من دعم المجلس الرئاسي وتعيد حساباتها تجاه صنعاء

في تطور لافت، تصاعدت المخاوف في عدن من انهيار المجلس الرئاسي عقب قرار السعودية وقف الدعم المالي والرواتب الشهرية لكبار مسؤولي الحكومة.

ووصف الخبير الاقتصادي الجنوبي ماجد الداعري الخطوة بأنها “انقلاب سعودي ناعم” على حلفائها، مشيراً إلى أن الرياض بدأت بطي صفحة المجلس استعداداً لترتيبات جديدة مع صنعاء.

وأضاف الداعري أن “وقف المخصصات ليس قراراً مالياً بل سياسي بامتياز، ويمثل إعلاناً ضمنياً لانتهاء مرحلة الرهان على أدوات التحالف القديمة”.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن صنعاء رفعت سقف مطالبها في المفاوضات الأخيرة، داعية إلى محاكمة أو تسليم الشخصيات المتورطة في الحرب، باعتبارها مسؤولة عن تدمير البلد وجرّ السعودية إلى صراع مكلف.

وبين ضغوط صنعاء وتصاعد الوساطات الدولية، يبدو اليمن أمام مفترق مصيري: سلام الندّ للندّ… أو عودة الحرب بشكل أشد وأوسع

قد يعجبك ايضا