تحقيق أوروبي يؤكد تورط الإمارات في تغذية الحرب وتسليح الدعم السريع
برلين | وكالة الصحافة اليمنية
أبرز تحقيق لشبكة دويتشه فيله الألمانية أنه منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، إثر خلاف حول دمج «قوات الدعم السريع» في الجيش النظامي، تتعمق المأساة السودانية يومًا بعد يوم.
وقد خلف القتال المستمر في دارفور ومدن الغرب السوداني أكثر من 140 ألف قتيل، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فيما يعتمد نصف سكان البلاد البالغ عددهم 51 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية. الجوع والأوبئة تنتشر على نطاق واسع، والبنية التحتية الزراعية والصحية على وشك الانهيار الكامل.
وتشير معلومات استخباراتية وتقارير أممية متكررة إلى أن الإمارات هي الداعم الرئيسي لميليشيا «الدعم السريع».
تقول الباحثة السودانية هاجر علي من المعهد الألماني للدراسات العالمية والمناطق (GIGA) في حديثها إلى «دويتشه فيله»: «كان لقوات الدعم السريع عدد من المزودين بالسلاح والوقود خلال الحرب، لكن المزود الرئيسي لا يزال الإمارات العربية المتحدة».
وتضيف أن الأدلة على تورط أبو ظبي «لم تعد قابلة للإنكار»، مشيرة إلى أن خطوط الإمداد تمتد من الحدود الليبية والتشادية والأوغندية، عبر شبكات تهريب يديرها حلفاء الإمارات في المنطقة، وعلى رأسهم الجنرال الليبي خليفة حفتر.
وفقًا لتقارير استخباراتية نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، كشفت مصادر من وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية أن الأسلحة التي تصل إلى «الدعم السريع» مصدرها الإمارات، وتشمل طائرات مسيّرة صينية الصنع، ومدافع رشاشة، ومدفعية ثقيلة، وذخائر متنوعة.
وراء هذا الدعم، تكمن أجندة اقتصادية وجيوسياسية واضحة لأبو ظبي. فالإمارات، التي تُعد أكبر مستورد للذهب السوداني، تمتلك مصلحة راسخة في الحفاظ على تدفق هذا المعدن النفيس من المناجم الواقعة في مناطق نفوذ «الدعم السريع».
تقول الباحثة هاجر علي: «من الواضح أن الإمارات تدعم الميليشيا للحفاظ على وصولها إلى ذهب السودان، الذي أصبح عملة تمويل رئيسية للحرب وشراء الأسلحة».
بذلك، تحوّل الذهب السوداني إلى وسيلة لتمويل آلة القتل، فيما تستخدم الإمارات موقعها كمركز عالمي لتجارة الذهب لغسل هذا المعدن الخارج من مناطق الصراع، في انتهاك صارخ للعقوبات والاتفاقيات الدولية.
تؤكد مصادر ميدانية أن شحنات الأسلحة تصل إلى «الدعم السريع» عبر الفيلق الأفريقي (Africa Corps)، الاسم الجديد للوحدة التي كانت تُعرف بمجموعة فاغنر الروسية، ما يعزز شبهة تحالف ثلاثي غير معلن بين أبو ظبي وموسكو وحفتر في ليبيا.
ويوفر هذا التحالف التمويل، والإمداد، والغطاء السياسي للميليشيات في دارفور ومناطق أخرى.