أثار نقل الإمارات مجموعة من النساء والشابات من أرخبيل سقطرى الواقع شرق خليج عدن، إلى أبوظبي ودبي للمشاركة في “مهرجان الشيخ زايد”، حالةً من الجدل والاستنكار في الأوساط المجتمعية، وسط تساؤلات حول الأهداف الحقيقية من المشاركة التي وصفت بالمشبوهة.
وجرى نقل الشابات والنساء إلى دبي وأبوظبي، خلال اليومين الماضيين، تحت غطاء المشاركة في الأنشطة الثقافية والتراثية للمهرجان خلال نوفمبر الجاري، غير أن ناشطين سقطريين أشاروا إلى أن هذه المشاركات تتجاوز كل القيم والأعراف المجتمعية اليمنية.
وقال الناشط سعيد الرميلي السقطري: “من يرضى ويوافق على إرسال بناته أو أخواته أو قريباته إلى أبوظبي أو دبي للمشاركة في المهرجانات الإماراتية، فهو بلا شك لا ينتمي للقبائل السقطرية الأصيلة”.
ودعا أبناء سقطرى إلى التوقف عن “إرسال الفتيات والنساء إلى الإمارات”، معتبرا أن عواقب نقل الشابات والنساء ستكون وخيمة على أسرهن أولا، وعلى المجتمع السقطري ثانياً.
وأضاف السقطري: بالقول :”الأيام القادمة ستثبت صحة كلامي”، في إشارة منه إلى التجاوز الإماراتي الخطير للخصوصية المحلية عن طريق النساء والشابات .
وأسهمت السلطات المحلية الموالية للإمارات بدور محوري في تشجيع أهالي النشاء والشابات للسماح لهن بمغادرة سقطرى إلى الإمارات، في محاولة منها لإضفاء الشرعية على مشاريع تدميرية تستهدف الهوية والبنية الثقافية والاجتماعية للمجتمع السقطري.
يذكر أن الإمارات نقلت العشرات من الشباب والنساء من سقطرى خلال السنوات الماضية إلى مختلف المدن الإماراتية تحت عناوين متعددة، خضعوا وفق اتهامات محلية لدورات مختلفة تابعة لمنظمات أجنبية، بعضها ذو طابع ثقافي واجتماعي ضمن سياسة التغريب الثقافي التي تنتهجها الإمارات في سقطرى، وبعضها الآخر في إطار الجانب الأمني والاستخباراتي.
ولم تبد الحكومة التابعة للتحالف أي اهتمام بالتدخلات الإماراتية عبر أذرعها الاستخباراتية مثل “مؤسسة خليفة” وشركة “مثلث الشرق”، خاصة بعد استحواذ الأخيرة على كافة مناحي الحياة الخدمية والتنموية والاقتصادية، بما في ذلك الجوانب الإدارية لمطار وميناء سقطرى، في انتهاك صارخ للسيادة اليمنية.