صنعاء تحسم موقفها وتُخير النظام السعودي بين تنفيذ خارطة السلام أو التصعيد
تقرير | وكالة الصحافة اليمنية
في ظل حالة الجمود التي تسيطر على ملف السلام في اليمن، تبدو صنعاء أكثر وضوحاً وحزماً من أي وقت مضى في تأكيدها أن مرحلة الدعوات قد انتهت، وأن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة تنفيذ استحقاقات السلام، بعد أن استنفدت التهدئة وع التحالف أغراضها دون نتائج ملموسة على الأرض .
وفي هذا الإطار، سلّم نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء عبد الواحد أبو راس، اليوم، رسالة رسمية إلى نائب مدير مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، محمد أبوجهجه، موجهة إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، تتعلق بالخطوات الضرورية لحلحلة الملف الإنساني، والدور المنتظر من المبعوث في الدفع بعملية السلام وفق خارطة الطريق المتفق عليها.
وأكد أبو راس خلال اللقاء أن الوقت قد حان لوضع حد لحالة المماطلة التي تعيق تنفيذ بنود خارطة الطريق، وفي مقدمتها الملف الإنساني الذي يمثل مدخلاً رئيسياً لأي تسوية حقيقية.
ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي من صنعاء ليؤكد أن الكرة باتت في ملعب النظام السعودي، الذي لم يعد أمامه سوى الانتقال من مرحلة التهدئة إلى مرحلة التنفيذ الفعلي لخارطة الطريق، وإلا فإن البدائل لدى صنعاء لن تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية .
تصاعد في لهجة التحذير من صنعاء
ويبدو أن صنعاء جادة في وضع حد لمماطلة النظام السعودي، وهذا ما يظهر من خلال حدة التصريحات الصادرة عن عدد من مسؤوليها خلال الأيام الماضية، والتي عكست رسائل واضحة مفادها أن زمن الانتظار قد انتهى ، فقد وجه عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي رسالة تحذيرية حادة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عبر منصة “إكس”، محمّلاً إياه مسؤولية استمرار العدوان والحصار على اليمن .
وقال البخيتي ان استحقاقات السلام معروفة وتتمثل بإنهاء العدوان والحصار وسحب كل القوات الأجنبية من اليمن وتعويض الشعب اليمني عن المعاناة التي تسبب بها بن سلمان منذ بداية العدوان وحتى اليوم، لكنه لا يزال مصرًا على مواصلة المعركة .
وأضاف : بن سلمان فرض علينا معركة لن تنتهي إلا بأن يحكم اليمن من صنعاء، أو أن يحكم السيد عبدالملك الحوثي بلاد الحرمين الشريفين .
وفي السياق حذر عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم النظام السعودي من أن المماطلة عن تنفيذ السلام “تعرضه لحرب لا تُبقي ولا تذر .
وفي موازاة التصريحات السياسية، أصدرت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء بيانًا حذّرت فيه النظام السعودي من مغبة الاستمرار في نهجه العدائي تجاه اليمن، داعية إياه إلى مراجعة سياساته والتعاطي بإيجابية مع جهود ومساعي السلام وذلك على خلفية تورطه واشتراكه مع المخابرات الامريكية والاسرائيلية في التجسس على اليمن ، والذي أكدته خليه التجسس التي قبضت عليها الاجهزة الامنية التابعة لصنعاء مؤخراً .
وأكد بيان خارجية صنعاء أن الأدلة والاعترافات التي أدلى بها عناصر الخلية التجسسية التي تم ضبطها مؤخرًا تكشف بوضوح أن تلك الخلية تم تدريبها وتمويلها بالكامل من قبل نظام آل سعود، وهو ما يعكس استمرار الرياض في انتهاج سياسات عدائية تهدف إلى زعزعة الأمن في اليمن .. مشيراً إلى أن السعودية هي التي أعلنت العدوان على الجمهورية اليمنية، وقادت تحالف الحرب، واستنسخت كيانًا غير شرعي قدمته كممثل للجمهورية اليمنية في المحافل الدولية .
كما أكدت خارجية صنعاء أن الشعب اليمني يعرف تماماً من الذي يفاقم معاناته، ولن يقف مكتوف الأيدي أمام استمرار العدوان والحصار، بل سيواصل الدفاع عن سيادته وكرامته الوطنية بكل الوسائل المشروعة .