حذّر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، من أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية شاملة مع دخول المنخفض الجوي الجديد، الذي يعمق من معاناة مئات الآلاف من النازحين.
وأكد الثوابتة في تصريح لوكالة “شهاب” الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أن العدو “الإسرائيلي” يحوّل الظروف الشتوية القاسية إلى أداة إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن أكثر من 288,000 أسرة فلسطينية تواجه خطر العيش في ظروف مروعة تحت الأمطار والبرد، حيث غمرت مياه الأمطار عشرات الآلاف من الخيام التي لم توفر أي حماية للنازحين، مؤكدًا أن هذا الوضع كارثي.
كما أوضح الثوابتة أن ما يحدث في غزة نتيجة مباشرة لانتهاك الكيان للبروتوكول الإنساني الذي يضمن إدخال مستلزمات الإيواء الأساسية مثل الخيام، العوازل، الأغطية البلاستيكية ومواد التدفئة.
وأضاف أن الجهات الدولية لم تستجب بما يوازي حجم الأزمة، حيث كانت استجابة المجتمع الدولي بطيئة ومحدودة، رغم المناشدات المتكررة لتوفير ما لا يقل عن 300,000 خيمة وبيت متنقل للنازحين.
وفي ذات السياق، شدد مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة على أن الحصار المفروض على المعابر ومنع دخول مستلزمات الإيواء يزيد من تعميق الأزمة.
وطالب الثوابتة المجتمع الدولي، وخاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدول الوسيطة في اتفاق وقف إطلاق النار، بالتحرك الفوري والجاد لإلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته الإنسانية، ورفع القيود عن دخول مستلزمات الإيواء والتدفئة والطاقة البديلة.
واختتم الثوابتة بالتأكيد على أن ما يجري في غزة ليس مجرد كارثة طبيعية، إنما هو نتاج سياسة العقاب الجماعي التي يفرضها الاحتلال، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية قبل أن تتفاقم الكارثة وتصل إلى مرحلة يصعب معها احتواؤها.
فيما قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حازم قاسم، اليوم الثلاثاء، إن الأمطار التي هطلت على قطاع غزة أعادت غرق آلاف النازحين داخل خيامهم، في مشهد يتكرر للمرة الثانية، مؤكدًا أن الحصار الإسرائيلي يحول دون أي جهود حقيقية للتخفيف من الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
وأضاف قاسم في تصريح مقتضب ، أن المنظومتين العربية والإسلامية عجزتا عن إغاثة غزة رغم القرارات الصادرة عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مؤكداً أن غزة تُترك وحدها في مواجهة مأساة غير مسبوقة منذ جريمة الإبادة.
ووجّه قاسم رسالة للعرب والمسلمين والأحرار في العالم قائلًا: “لغزة حق عليكم، فلا تخذلوها في الإغاثة كما خذلتموها أثناء حرب الإبادة”، مطالبًا بتحرك عاجل أمام حجم الكارثة التي يعيشها السكان داخل مخيمات النزوح.
وتسببت الأمطار الغزيرة، صباح اليوم الثلاثاء، بغرق عشرات الخيام التي تؤوي نازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
إلى ذلك، حذر البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، من أن الملاجئ في قطاع غزة أصبحت غير آمنة مما يفاقم الأوضاع الصعبة أصلا.
وقال البرنامج، في تدوينة نشرها على منصة (اكس): ” هطلت الأمطار على غزة، مما فاقم الأوضاع الصعبة أصلاً وأصبحت الملاجئ غير الآمنة سبباً للفيضانات والتلوث وتزايد المخاطر الصحية”.
وأشار إلى أن البرنامج يُكثف جهوده في إطار الاستجابة لوقف إطلاق النار استعدادًا لفصل الشتاء، بهدف استعادة الخدمات الأساسية ودعم المجتمعات المحلية.
وبدعم أمريكي وأوروبي، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 69,775 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 170,965 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.